لا يمكن وصف النتائج الاخيرة في انتخابات الامة، بغير حصول الاعلان المدوي الشعبي في تقبل، وتشرب، وهضم وعمل التغيير الذي كان مطلوبا في شكل وصلب التركيبة البرلمانية واستشعار الناس ضرورة أخذ وصفة دوائية افضل، للتغلب على حالات الصداع والتقلصات القولونية البرلمانية السابقة.ولعل الميزة في ما حصل ايضا، هي صنع العلاج في الداخل، وليس العلاج في الخارج الذي لطالما بدد المال العام، بل تم العمل بوصفة محلية شعبية ومجانية، باستئصال بعض الاعضاء الذين شكلوا عبئا على الامة، وكي مواضع التزييف والتعطيل لاحتياجات وطموحات الشعب، وتوصيل رسائل مهمة لبعض من عاد وهو في آخر القائمة، لاعادة التفكير بالمواقف للمرات المقبلة.والآن رغم تلك النتائج المشرفة التي جاءت كتتويج للديموقراطية الكويتية من قبل الناخبين الكويتيين رجالا ونساء، والتي برزت كخبر مهم تناقلته الصحافة والاعلام العالمي، وقبل اكتمال اليوبيل الذهبي لتاريخ وضع الدستور الكويتي بسنتين، فإن التجربة فعلا تنتظر تشكيلا وزاريا قويا قائما على الكفاءات العلمية والخبرات المميزة للمرحلة المقبلة، ولاكتمال العرس الديموقراطي.لسنا بحاجة الى الكفاءة كمسميات او كشكليات، فالكفاءة المطلوبة فعلا هي حسن الادارة والعمل للحكومة المقبلة، ووضع خطة طموحة محل التطبيق، وكذلك مع وجود دور اكبر للتضامن الوزاري في الموقف الموحد، وفي ما يصح من الاعمال، ويشكل الموقف القوي الذي لا ينثني، لامكان استقطاب العازفين عن المنصب الوزاري، ولاعادة الاستفادة من خبراتهم واستعادة بريق هذا المنصب الذي لطالما ظل معطلا.نعم، نتوقع تغير لغة الحوار بدخول المرأة للبرلمان، وننتظر دورا وبروزا حقيقيين للعمل الحكومي، للانتقال بالدولة الى مستقبل واعد، مع اهمية وضرورة التعاون البرلماني، خاصة ان الحكومة تملك التنفيذ والتمويل وضرورة عرضها ومناقشتها والدفاع عنها بجدارة في البرلمان.ويبقى الامل كذلك، ان يكون التشكيل الحكومي الجديد ممتلئا بالدماء الجديدة، من الاعضاء سواء من الوزراء او الوزيرات الجدد، خاصة ان اعضاء المجلس كنواب جدد يبلغ عددهم 21 وهو ما يقارب الاربعين في المائة، مما يؤكد ان الارادة الشعبية قد عبرت الطرق الوعرة بأمان، والكرة الآن في ملعب الحكومة، بحيث لا تعود الى الوصفات القديمة، وبشكل عاجل تقوم بنمذجة وقولبة حكومة برداء واداء جديدين.
لبيد عبدال
labeed@lalaw.com.kw
labeedizm.wordpress.com