في هذا العالم المملوء بالمتغيرات الدائمة، وبحكم الطبيعة البشرية، التي خلقت وجبلت على التطور والتغير الدائم، منذ مرحلة براعم الطفولة حتى المشيب، لا يمكن التغاضي عما نمر به الآن في ذروة مراحل التغير السريع العالمي الإنساني، وتحديداً بروز القوى الجديدة في العالم، كالصين والهند، اللتين تعدان أكبر التجمعات البشرية حجماً، ومعدلات نمو في العقد الحالي وما سيليه، واللتين أخذتا أنظار العالم، في أهميتهما في خلق أمل في إنقاذ الاقتصاد العالمي، بما لهما ــ كلاعبين كبيرين ــ من أثر كبير في خلق فرص اقتصادية جديدة للعالم المتأزم.إذ لا يمكن إنكار ما لديهما من معدلات طلب متنامية، مع قوة العاملين السابقين، وهما التعداد السكاني الضخم وسرعة النمو، اللذان يكادان يتناهيان في الاقتصادات التقليدية، والتي لطالما اعتمدت على سطوتها السياسية، وتمحور الاقتصاد العالمي حول عملتها التي يدعمها التوسع العسكري وماكينة الحرب، التي نرى الآن هناك دوافع مهمة بالنسبة إليها لإعادة صياغة خريطة تحالفاتها ومواقع تمركزها التي ترسخ بها خبرة عميقة، حتى تكون عامل قوة لها، في حال التعمق السلبي للتحولات والتحديات المتوقعة، التي من بينها، الرغبة الصينية في عمل إصلاحات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ورغبة الهند في الحصول على مقعد جديد في المجلس المذكور، والإسهام الفاعل في مجالي القرارات الدولية وإعادة تحديد نطاقي الأمن والسلم الدوليين في العالم الجديد.* * *ضوء وظل:سيبقى الاقتصاد هو السيف الذي سيقصم ظهر البعير، ويأتي على القمح والشعير في ما سيأتي من الزمن، وارتفاع برميل النفط الكويتي إلى 81 دولارا دليل تعاف في الكويت والمنطقة، وبحاجة لإعادة رص الصف في الخليج عامة، لما تحققه دوله من طفرات في زمن النكبات العالمية، ونحن بحاجة لإعادة الروح في مجلس التعاون الخليجي، كوحدة اقتصادية إقليمية، وتسريع تنفيذ قراراته التي أصدرها قادته، بشأن العملة الخليجية والبنك المركزي الخليجي الموحد، لتحقيق مسيرة مظفرة موحدة، اقتصادياً وحضارياً.
لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com