تذهب جريدة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر في تاريخ 2011/4/29، ويحمل رقم 17556، حسب الخبر تحت عنوان «قراءة الكتب تشعرنا بالانتماء»، وفق ما أظهره بحث أميركي بأن قراءة الكتب تلبي حاجات نفسية لدى المرء، بينها الحاجة النفسية إلى الشعور بالانتماء، وأن الانتماء إلى المجتمع الخيالي في الرواية، كرواية مصاصي الدماء، ورواية هاري بوتر، حسب التجربة على الطلبة، يمنح القارئ المزاج نفسه والرضا الحياتي، اللذين يكونان لدى الناس، حين يجتمعون مع أشخاص في حياتهم الواقعية. وأن القراءة، حسب بحث شيرا غابريل وإيريانا يونغ من جامعة بفلو ساني، تكون أحياناً للهرب من الواقع أو للتعلم، وهي كشيء يلبي حاجة نفسية عميقة أيضاً، إلا أن الأمر قد يتحول إلى وبال غير محسوس مع فرض المحتوى، أو نقص فرص الاختيار في ما يقرأ أو يسمع. فمن الملاحظ كثرة القنوات المتلفزة والفضائية، والتي نمر عليها بأجهزة التحكم، إذ يغلب عليها مشاهد العنف والقتال، والتفجير، وانتشار أشلاء القتلى في كل مكان، حتى ان قنوات نقل حياة عالم الحيوان، يكثر فيها حالات افتراس الوحوش الكاسرة التي تفترس صغار الغزلان، أو الزرافات، والحمار الوحشي، وكذلك مناظر الثعابين التي تفترس بعضها بعضا، أو غيرها من الحيوانات الأليفة، مع ندرة المواضيع المتعلقة بدور النمل، أو النحل في بناء المستعمرات، أو تخلق الفراشات، أو عجائب عالم الطيور؟! وذلك كما لو كان هذا الأمر هو الوضع الطبيعي، أو العادل في منطقتنا العربية المغلية بالزيت الساخن، منذ أكثر من قرن. فالعالم الخارجي، دائماً ينظر إلى المنطقة، بصورة المتفجرات، وحرب النفط، والحدود، والمياه، وأنها دول الهجرات الدائمة للعقول إلى الخارج، للحصول على راحة البال، والكرامة، والاستقرار، والعلاج والتعلم، أو الهجرات الصيفية للتنفيس، والحصول على هواء، وفكر جديد ونقي خال من القيود، أو التخلف الفكري، والتشابك اللامحدود، أو البناء، وغير المنتهي. نحن في حاجة إلى إعادة بناء الشعور بالانتماء الى أمتنا العربية التي تمر في طور التجدد، وإعادة بناء حاضر يقوم على الأمل، وغرس قواعد جيل المستقبل، عبر تخطيط صلب وبرامج جادة صنعاً وإرادة، وعبر التركيز على التعليم، والتدريب والتحديث لكل مجال. فحاضرنا المبتكر بقوى وفكر وطموح الجيل الشاب، سيكون انعكاساً للمستقبل المرتقب، فالعلاقة علاقة البذور بحصد الثمار، ولابد من حسن اختيار البذور الآن ووقت زراعتها، لحسن توقع مستقبل مبشر لإنتاجها.
لبيد عبدالLabeed.abdal@gmail.com