Tuesday, November 17, 2009

هل نحن من يكتب القصة الوطنية؟!


لا يمكن إنكار الشعور بوجود إرث ثقيل ومزعج، يضرب في أمل حصول انسياب حقيقي للأداء الحكومي والبرلماني، خصوصا مع الفورانات المستمرة، على كل صورة شيك، ورقة، أو وريقة مسربة من موظف مفصول، او موظفة أنهيت خدماتها ضد وزير، أو وزيرة، أو ضد رئيس الوزراء!فحالة اللاقرار وردود الأفعال، وهاجس التخبط والتردد المستمر والخوف من كل نملة ونميلة، والعجز عن المواجهة، والانعدام الدائم للرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا تحبط المجتمع بكل مكوناته، بل إن استمرار ذلك يظل يوحي بتساؤلات كبيرة وخطيرة وملحة، وهي ما المطلوب؟ وكيف ومتى سيكون الغد الكبير المقبل والمنتظر العلاج لتلك الأعراض المزمنة والمؤلمة؟بل الأكثر خطورة من ذلك، واجب الاستعداد لتلك التساؤلات التي تطرح من القوى الكبرى دائما، التي تراقب بدقة بقدر كبير ما يحصل داخليا، وتعد التمر والطعام، باعتبار أنها ترى أولا وقبل أي أمر، مدى خطورة أي أوضاع محلية، تهدر أو تهدد حالة انسياب حصتها في مصالح المنطقة، المرسومة والمعدة مسبقا بشكل واضح وجلي وراسخ.وأمام جل ذلك، نحن لسنا مسؤولين فقط عن أخذ مبادرات إصلاحية حقيقية داخلية، ووقف الحلول الترقيعية وأعاصير التخلف، التي تناهض بناء نظم قانونية وإدارية مستقرة ومتطورة، وإنما بالإضافة الى ذلك فنحن مسؤولون تاريخيا عن صحة المتوقع بالصدارة، وإدارة الدفة وتحديد الاتجاه، وليس التقوقع أو الانكفاء وتضييع الوقت أمام طوفان التحديات المحلية والعالمية الكبيرة التي نواجهها -وجودا واستمرارا- إذ لا يمكن على كل حال التحجر عند عتبات الماضي، والتمرغ في رمال الدواليب المؤدية للخلف، ولا بد من دون تردد، معايشة وكتابة كل الأبواب والفصول القادمة للقصة الوطنية، وأخذ زمام المبادرة بنفس وروح تحاكيان المستقبل، على أسس راسخة من الأمل والمسؤولية والتقدم الحقيقي والملموس.
لبيد عبدال

No comments: