كتب لبيد عبدال :
تعد المقابلة المنشورة في جريدة «الوطن» بعددها رقم 11888 ــ 6334 بتاريخ 14 ــ 2 ــ 09، مع وزير الدفاع الاميركي الاسبق وليم كوهين، علامة فارقة في درجة الوضوح في شأن الموقف من القضية الفلسطينية، والنزاع الاسرائيلي ـ العربي، إذ اكد الوزير الاسبق ان امن اسرائيل لا يتم النقاش فيه، ولا اي رئيس اميركي سوف يناقش فيه لان اسرائيل سوف تستمر وموجودة كدولة يحق لها الاستمرار في الوجود، وان على فلسطين والدول المؤيدة للفلسطينيين ان يفهموا هذه الحقيقة بشكل اساسي، وان يعملوا انطلاقا منها بأحقية اسرائيل في الوجود، اضافة إلى تأييدنا قيام دولة فلسطينية وباستقلاليتها بوضعها الاقتصادي الخاص وفي الوقت نفسه حتى نضمن الامن للطرفين.
وأضاف انه من جانب آخر من المفروض ان تتم المصالحة بين الاطراف الفلسطينية، وان يكون لها ممثل واحد في التفاوض للوصول الى حل.
هذا التصريح ينم عن واقع موجود على ساحة الصراع والتنافس الدولي في المنطقة، والذي قد لا يلقى ـ حقيقة ـ قبولا كافيا لدى الكثير من الناس، وقوى المنطقة المحيطة بالصراع، سواء العربية او غير العربية، وعلى الاخص تلك التي لا تفضل ان تلعب الملاكمة مع الولايات المتحدة، وانما تفضل ان تلعب الشطرنج.
لا يمكن اغفال دور واهمية العديد من الرؤساء، والوزراء السابقين، خاصة في مجال الدبلوماسية الدولية، وما تحمله تصريحاتهم وتلميحاتهم من معان مهمة، عند بحث وتأصيل المواقف، ووضع الاستراتيجيات وتحديد المواقع في الاطار الدولي.
ونعتقد ان التصريح المذكور يتطلب من رؤساء ومسؤولي النظم العربية قاطبة، الدخول بمصارحات مع نظمها، حول حقيقة الموقف من هذه القضية، اخذا بأهمية ما ذكر، والعمل على تفعيل ومتابعة تنفيذ العديد العديد من المبادرات المهمة، وآخرها ما انطلق من قمة الكويت، ومبادرات الملك عبدالله من السعودية.
وأبعد من كل ذلك، الاقرار بوجود علة باطنية، وهي عدم وجود ممثل واحد يفاوض عن القضية العربية، رغم عدالتها، ووجود مقررات دولية بشأنها، صادرة من الامم المتحدة ويجب ان تؤخذ بالاعتبار، مع عدم تناسي وجود مفارقات قائمة على اقرارات، وتنازلات دولية سابقة من اصحاب الارض والشأن المعنيين، التي لا يمكن تجاهل اثرها دوليا،إذ لا بد من العمل بكل حال، على اعادة الاستعداد والاعداد الجيدين، وفق المعطيات القانونية الدولية الحقيقية، والبناء عليها، للخروج بحل عادل ومحدد لجميع الاطراف المعنية، لضمان الاستقرار والامان للاطفال والنساء في قضية، مزقها وسيستمر يمزقها التخبط، والشتات، وعدم الوفاق العربي ــ العربي.
لبيد عبدال
Labeed@lalaw.com.kw
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=477384&date=02032009
Monday, March 2, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment