Thursday, November 26, 2009

نستحق أفضل


«تبديد المال العام، ارحل، نستحق أفضل، متورطون على درجات، نواب صناعة حكومية، عدم الالتزام بتطبيق الدستور». هذه بعض الكلمات التي جاءت ضمن التقرير المنشور بجريدة «القبس»، بعددها الصادر بتاريخ 17/11/2009 حول التجمع في ساحة الإرادة بتنظيم مجموعة من المدونين. وعلى ما يبدو أن هنالك مجموعة من العوامل التي يجب الولوج في عمق معانيها لمحاولة الوصول إلى مخرج من كثرة الاشتباك والاحتقان الحكومي والبرلماني. لا يمكن تجاهل أو تغطية، واقع مهم دستوري يفرض نفسه في تلك الأزمة، فالدستور الكويتي دستور مميز في مجال الحقوق والحريات العامة، لكنه مفرط جدا في عمق حماية منصب رئيس الوزراء، وهو ما أكدته المذكرة التفسيرية، وكذلك محاضر المجلس التأسيسي. ما يحصل ليس في كله، قائما على النوايا المسبقة، أو القصد المبيت، من تيار ديني، أو قبلي، او غيره. ما يحصل ببساطة شديدة نتاج رد الفعل وليس الفعل، ونتاج بعض الميكانيكيات التي تم وضعها في الدستور نفسه. ما يعتري دستور الكويت، الذي يعد من كبائر النوائب، هو الآلية التي خلقت زورا في معالجة الخلاف بين الحكومة والمجلس، ويثبت الواقع جهارا نهارا مع كثرة تساقط الحكومات والوزراء كأوراق التوت اليابس، فشل وتفاشل الآلية المذكورة، وتأكد أسباب الداء ووضوح العلل. ولعل ما تهم الإشارة إليه توضيحا، أن الانتخابات البرلمانية تقوم بناء على اختيار قطاعات الناخبين لمرشحيهم الذين يصبحون نوابا في المجلس، ويعدون قاعدتهم بإسقاط القروض، تطبيق القواعد الشرعية، تحرير الكويت من القيود، أو عمل المزيد من الانفتاح اقتصاديا أو سياحيا أو ثقافيا، إلى آخره من متطلبات وأمنيات الناخبين وتيارات المرشحين واتجاهاتهم، قبلية، او طائفية، او دينية، او ليبرالية.. والذي يحصل في الواقع، وبمجرد عودة البرلمان وبدء دور الانعقاد في بداية الفصل التشريعي، وبعد أداء النطق السامي، تبدأ المعضلة مباشرة، فالحكومة بها برنامج عمل حكومي، لم ينفذ أو يطبق إلا 5% - 10% منه، ويعاد تقديمه بحالته ومع تعديل التواريخ وبعض المستجدات cut & paste، ثم تدخل قاعة المجلس، بما لديها من أفكار، تتبناها وتدافع عنها، والتي قد لا تتفق أو تتوافق مع ما يقدمه النواب لناخبيهم او ما وعدوهم به، مما يجعلنا كل 3 اشهر أو أكثر بقليل، ندخل كدولة بحالة التوقف والتعطيل، بل ندخل مزادات، ومزايدات الاستجوابات، وأسواق عكاظ المرتبطة بها.نحن في واقع الأمر وحقيقته، أمام حالة مزمنة من الاتجاه والاتجاه المعاكس، فللحكومة اتجاه، وللمجلس اتجاه آخر تماما، والذي - سبب ولايزال يسبب - الكثير من التشققات والتقرحات في النسيج السياسي والنفسي والاجتماعي للبلد.وتبرز تلك الأحداث، تطلب طرح موضوع تعديل الأمر دستوريا، وطرح الامر للتصويت في مجلس الأمة، بحيث تأتي الحكومة - بعد التعديل - من رحم المجلس وليس من خارجه، حيث انها في الوضع الحالي ترمى في المجلس، كالكائن الاجنبي، او الدخيل، بل ومع صلاحيات استثنائية، واغلبية ساحقة ومصطنعة، تخلق وتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر بل حتى، مقصود أو غير مقصود – كونها آلية حالية موجودة - ذلك الصدام والتصادم، والكثير من الاثر غير المبتغى، أو المحمود، والذي يجب إعادة النظر في شأنه عاجلا.
لبيد عبدال

Tuesday, November 17, 2009

هل نحن من يكتب القصة الوطنية؟!


لا يمكن إنكار الشعور بوجود إرث ثقيل ومزعج، يضرب في أمل حصول انسياب حقيقي للأداء الحكومي والبرلماني، خصوصا مع الفورانات المستمرة، على كل صورة شيك، ورقة، أو وريقة مسربة من موظف مفصول، او موظفة أنهيت خدماتها ضد وزير، أو وزيرة، أو ضد رئيس الوزراء!فحالة اللاقرار وردود الأفعال، وهاجس التخبط والتردد المستمر والخوف من كل نملة ونميلة، والعجز عن المواجهة، والانعدام الدائم للرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا تحبط المجتمع بكل مكوناته، بل إن استمرار ذلك يظل يوحي بتساؤلات كبيرة وخطيرة وملحة، وهي ما المطلوب؟ وكيف ومتى سيكون الغد الكبير المقبل والمنتظر العلاج لتلك الأعراض المزمنة والمؤلمة؟بل الأكثر خطورة من ذلك، واجب الاستعداد لتلك التساؤلات التي تطرح من القوى الكبرى دائما، التي تراقب بدقة بقدر كبير ما يحصل داخليا، وتعد التمر والطعام، باعتبار أنها ترى أولا وقبل أي أمر، مدى خطورة أي أوضاع محلية، تهدر أو تهدد حالة انسياب حصتها في مصالح المنطقة، المرسومة والمعدة مسبقا بشكل واضح وجلي وراسخ.وأمام جل ذلك، نحن لسنا مسؤولين فقط عن أخذ مبادرات إصلاحية حقيقية داخلية، ووقف الحلول الترقيعية وأعاصير التخلف، التي تناهض بناء نظم قانونية وإدارية مستقرة ومتطورة، وإنما بالإضافة الى ذلك فنحن مسؤولون تاريخيا عن صحة المتوقع بالصدارة، وإدارة الدفة وتحديد الاتجاه، وليس التقوقع أو الانكفاء وتضييع الوقت أمام طوفان التحديات المحلية والعالمية الكبيرة التي نواجهها -وجودا واستمرارا- إذ لا يمكن على كل حال التحجر عند عتبات الماضي، والتمرغ في رمال الدواليب المؤدية للخلف، ولا بد من دون تردد، معايشة وكتابة كل الأبواب والفصول القادمة للقصة الوطنية، وأخذ زمام المبادرة بنفس وروح تحاكيان المستقبل، على أسس راسخة من الأمل والمسؤولية والتقدم الحقيقي والملموس.
لبيد عبدال

Thursday, November 12, 2009

إخلاء سبيل سويسري بلا ضمان في قضية أمن دولة


كتب مبارك العبدالله:أمر قاضي التجديد امس باخلاء سبيل سويسري بلا ضمان مالي في قضية امن الدولة، التي اتهم فيها بتبديل كرت دخول الطائرة مع آخر مجهول.وقال دفاع المتهم المحامي لبيد عبدال ان اقرار اخلاء السبيل قد جاء متوافقا مع انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي، خاصة مع عدم وجود اي ادلة صحيحة عن ارتكاب موكلنا ايا من جرائم امن الدولة الداخلي او الخارجي، اضافة الى إنكاره
الاتهام جملة وتفصيلا، وهو ما سيتم تقديمه امام محكمة الموضوع
وكانت النيابة أسندت الى المتهم ارتكاب جريمة امن الدولة والتزوير في محررات رسمية

Thursday, November 5, 2009

حقوق الطفل في الكويت


كثيرا ما تثار تساؤلات عديدة حول حقوق الطفل في الكويت، مع ابناء المواطنين، او الأجانب، وهل هي مصونة؟ هل تمكن الحماية من أي اعتداء؟ وهل توجد قوانين منظمة لهذا الشأن؟والإجابة هي الإيجاب المؤكد، حيث يتولى قانون الجزاء تجريم قتل الوليد فور ولادته دفعا للعار، ويجرم الإهمال والتعريض للخطر لكل شخص عاجز عن أن يحصل لنفسه على ضرورات الحياة، وكذلك تجرم حالة امتناع رب الأسرة عن تزويد الصغير دون الاربعة عشر عاما بضرورات المعيشة اذا افضى ذلك الى وفاة الطفل، او وقوع اصابة، او مرض، فتكون العقوبة متراوحة بين الحبس والغرامة، وتصل الى الاعدام في حال الوفاة.وجرم القانون الاجهاض، سواء لمن حاولت الإجهاض بنفسها، او بمساعدة الغير، عن طريق اعطائها، او التسبب في اعطائها عقاقير، او مواد بقصد اجهاضها، حفظا لروح الجنين والأم التي تحمله.وشمل القانون الجرائم التي تقع على العرض والسمعة، والاعتداءات التي قد تقع بالإكراه، او بالتهديد، او بالحيلة لمن ذكروا، او عند صغر السن دون الخامسة عشرة، او في حالة انعدام الإرادة، والتي تتراوح العقوبات بشأنها، بين الحبس المؤبد والإعدام، في حالات الاكراه، او اذا كان الجاني من اصول المجني عليه، او من المتولين التربية او الرعاية له، او كان خادما عند من ذكروا.ولا يخفى ان وجود النص شيء، ووجود حالات القصور في الحماية اللازمة شيء آخر مهم، ومصيري، وجوهري، فالكويت قد وقعت الاتفاقية الدولية لحماية الطفل وكذلك الاتفاقية العربية لحماية الطفولة، ويبقى ما يهم في خضم ذلك، هو التوعية والتنوير للمجتمع والمدارس، وتواجد الآباء والأمهات على رأس المتابعة لأبنائهم وبناتهم، خصوصا ان بعض الاعتداءات لحظية، او محدودة في الإطار الزمني، مما يستوجب الأمر - منع وقوع، او احتمال وقوع - الاعتداءات على الاطفال الاصحاء، او من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي كثيرا لا يبلغ عنها، إما للتخوف غير المبرر او بسبب الجهل من المجني عليهم، او اسرهم، او لوجود جناة ممن هم اصحاب شأن، او علاقة، بل احيانا لعدم قيام الجهات المعنية بما يلزم لقرب الجاني بالمجني عليه وفداحة الإهمال، او الافعال؟!ولا شك ان هذا الامر يتطلب تضافر كل الجهود على جميع المستويات، كدور السلطة التنفيذية بتوفير المؤسسات التعليمية، والتربوية، والتأهيلية، والتي يجب ان تقوم على كوادر وطنية مدربة، وأمينة، ومؤهلة، وعالمة عن دورها المهم والحيوي لحماية وبناء اجيال المستقبل، وبالتالي الإسهام في النهوض بالمستقبل ووضع لبناته.وبالتوازي، لابد من قيام السلطة التشريعية بالإسهام في التشريعات اللازمة في هذا الخصوص، والقيام بالدور الدستوري الأصيل بالرقابة الفاعلة في حال التقصير الحكومي، وبكل حال قيام الجميع بعمل حقيقي، وتنفيذ فعال لما ورد بتلك القوانين، والاتفاقيات الدولية، لضمان الحق في الحياة بأمان، والحق في التطور النفسي والاجتماعي والتربوي لكل طفل وطفلة في هذا الوطن - بلا منغصات او محبطات.
لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com