Monday, August 31, 2009

افتتاحية «القبس».. خريطة طريق


تعد افتتاحية «القبس» تحت عنوان «يا صاحب السمو» المنشورة بعددها رقم 13018 بتاريخ 24/8/2009، خطة عمل مهمة وضرورية مهداة للحكومة، وصادرة عن عين فاحصة، وقادرة على التشخيص، ولديها الحكمة لتسمية الاشياء بمسمياتها.الافتتاحية المذكورة، لم تكن مديحا متزايدا، بل كلمات داعية بعين البصر والبصيرة، لتوجيه دفة السير في البلد، نحو المصلحة العامة الفعلية المرادة لهذا الوطن، من دون رغبة في الانغماس في ظلام الايام واشتداد اعاصيرها، أو بإخفاء الرأس تحت الرمال، أو تحاشي النظر للصورة في مواجهة مرآة الحقيقة.الحقيقة، اننا بحاجة ماسة الىتأصيل الكثير من المفاهيم التي ذكرت في الافتتاحية لتكون منهاج عمل، ومسيرة حياة، وخريطة طريق في الحاضر والمستقبل.هناك حقائق يجب مواجهتها:فعلا هنالك واجب على الحكومة بتدعيم مبادئ المساواة في نظرية الحكم، وكذلك في التطبيق بالنسبة لجميع الافراد والفئات والجماعات، والطوائف، خصوصا عند تقريب فئة وابعاد اخرى، وخلق غيتوات وتجمعات صاعدة واخرى آفلة من وقت لآخر، وعند قيام التوزيعات والشرائح والتقسيمات الفئوية او الطائفية كوسيلة ادارة كروت الحكم، والتي حقيقة لطالما جاءت بردود عكسية، وأليمة في نفس هذا المواطن، أو ذاك، أو هذه الفئة، أو تلك.هنالك التزام على الحكومة بممارسة دور الاب العادل الذي يخفي حبه لهذا الابن عن الابن الآخر، لخلق مساواة حقيقية لابناء الاب الواحد، ومنع قيام الشروخ النفسية، أو الاجتماعية بينهما، في مراحل الطفولة، وعند دخول معترك الحياة.لا بد من تجنب المحاباة الحكومية، أو التفضيل أو الاحتضان لفئات، أو للتوجهات السياسية المغلفة بالدين، سواء كان ذلك صراحة، أو ضمنا، أو بالخفاء، أو بالعلن، لمنع اي كسر في حائط الثقة الشعبية عامة بالاداء الحكومي بالمزايا، أو تقديرات الامور، ايما كان نوعها، أو طبيعتها، أو حتى اثرها أو مداها القريب، أو البعيد، وخصوصا عندما تمارس تلك القوى منهجا، يظهرها وكأنها قد حازت على قوة، مصدرها الحكومة نفسها، فتمارس دور الابن المدلل، الذي استهوى العصف بالآخر، واستحب الغاء ما عداه، والتجاوز حتى على ابيه والصعود على اي من مبتغاه، أو حتى نظامه، أو ضوابطه بل قوانينه ودستوره، ان لزم الامر.لا يمكن اعتبار الدين، أو التأسلم المفرط، سببا لهدم مبادئ القانون واحكام الدستور ودور العدل والمساواة الاجتماعية، باعتبارها اسسا للملك واساليب للحياة.نحن بحق بحاجة الى جرعات من التطبيقات الفعلية لتوحيد المراكز القانونية امام القانون، افرادا كنا أو فئات أو جماعات، وبالتالي يتم بحزم واصرار دقيقين وحقيقيين ودائمين، كسر جماح التطرف، أو التشدد، واستبداله بالاتزان والاعتدال والمساواة في وطن الجميع.
لبيد أمين عبدال
labeed@lalaw.com.kw
www.labeedabdal.blogspot.com

Sunday, August 30, 2009

ملفات على طاولة رئيس السلطة القضائية الجديد:الربط الإلكتروني- أزمة مباني - المحاكم المؤجرة



إعداد: مبارك العبدالله
من المقاييس التي تقاس بها حضارات دول العالم القضاء المستقل العادل ومباني محاكمها وفخامتها التي تتوازى مع هيبتها، وفي الكويت لاينقصنا شيء من ذلك، لكن هيبة المباني التابعة لمحاكمنا التي تعتبر منارة الدولة قد لا نجدها إلا في قصر العدل، أما المحاكم الأخرى كمجمع محاكم الرقعي، أو محكمة الجهراء، أو محكمة حولي، وغيرها من المباني التابعة للسلك القضائي، فهي إما مؤجرة منذ عدة سنوات، أو مبان متهالكة لا تصلح للقضاء وهيبته.وهذه المشكلة على رأس الملفات العالقة التي تنتظر الحل من رئيس السلطة القضائية الجديد المستشار يوسف الغنام الرشيد الذي تم اختياره خلفا للمستتشار راشد الحماد.وإلى جانب هذه المشكلة، توجد ملفات أخرى تنتظر البت، فالعلة لا تكمن في المباني فقط لكن هناك أمورا عديدة بحاجة إلى الإنجاز حتى لا ترهق القضاة في عملهم ولتكون مساندة لدور العدالة، فهناك العديد من الذين تخرجوا في المعهد القضائي ينتظرون قبولهم في النيابة أو القضاء، وبالمقابل هناك تباشير بقبولهم في السنة القادمة، لكن هناك مطالب أخرى متمثلة في تكويت القضاء، فصحيح أن القضاء والعدل ليس له دولة أو مكان، لكن هذا المطلب شرعي وقانوني وليس فيه عيب حتى يتم غض الطرف عنه فسياسة التكويت تسير في كل مجالات الدولة بما فيها القضاء.إضافة إلى ذلك، فبالرغم من المطالبات بدخول القاضيات إلى السلك القضائي كحال الدول العربية والقريبة منا، وبالرغم من تقبل الفكرة من قبل جميع السلطات التي بيدها القرار، فإننا لم نجد أي تحرك بهذا الاتجاه، وكأن المطالب تحولت إلى أمنيات وأحلام بالرغم من سهولة الأمر، فالمعهد القضائي حتى الآن لم يشرف على تدريب وكلاء نيابة أو قاضيات من النساء.ولا تقف المسألة عند هذا الحد، فالسلك القضائي يحتاج إلى تطوير جديد، فالربط بين الجهاز القضائي والجهات الحكومية الأخرى إلكترونيا هو مطلب أساسي، يعمل على فك عقدة الكثيرة من الأمور، وعلى رأسها مشكلة عدم تنفيذ الأحكام النهائية ومماطلة بعض الجهات، فما يلاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك الكثير من الشكاوى التي تقدم إلى مكتب النائب العام ضد المسؤولين في الجهات الحكومية لعدم امتثالهم لأمر القضاء وتنفيذ الأحكام والمماطلة فيها، كما أن الربط الإلكتروني لا يبقي عذرا لهذه الجهات المعنية بعدم تنفيذ الأحكام.ولا ننسى ضرورة الأجهزة الإلكترونية وإدخالها للمحاكم، وإلغاء تكديس الملفات والقضايا التي قد تتعرض إلى التلف أو الضياع في بعض الأحيان، وحتى إن كانت هذه المسألة الخطرة نادرة الحدوث إلا أنه يجب أن نمنع وقوعها نهائيا ونبعد مسألة احتمالية حدوثها، فهذه الملفات فيها أرقاب الناس ويجب أن يتم الاهتمام بها، حتى يأخذ كل شخص حقه من دون مماطلة (الضياع او الإتلاف وتعطيل سير إجراءات القضايا).إن التطوير القضائي أمر مهم ومطلب أساسي ومسؤولية ملقاة على عاتق رئيس المجلس الأعلى للقضاء الجديد ورئيس المحكمة الدستورية ومحكمة التمييز المستشار يوسف الغنام الرشيد، وهو ابن السلطة، الأمر الذي يبعث الراحة والطمأنينة.. إضافة إلى أنه سيجد مهمة تنتظر إكمالها وهي السعي وراء تطبيق قانون استقلال القضاء إداريا وماليا، الذي تأخر سنوات عديد وينتظر الفرج.«القبس» تناقش ملف التطوير القضائي وأهميته والطرق التي يجب أن تتخذ في هذا الجانب، واستطلعت رأي القانونيين الذين يتواجدون بشكل يومي في المحاكم للاطلاع أكثر على هذه المتطلبات.
لبيد عبدال
المطلوب كوادر مساندة للقضاة لسرعة الفصل في القضايا
لا شك أن تطوير القضاء، من وجهة نظر المحامي لبيد عبدال، يتطلب استراتيجيات جديدة، وخطة عمل شاملة ومتكاملة، مشيرا إلى أن السلطة القضائية وفق الدستور الكويتي، هي مصدر لتوفير العدالة لكل الناس في المجتمع، وهي الأداة لتوصيل الناس الى حقوقهم.وأضاف قائلا: من ناحية دستورية نجد ان المادة 162 نصت على أن «شرف القضاء، ونزاهة القضاة وعدلهم، أساس الملك وضمان للحقوق والحريات»، إضافة إلى المادة 163 التي تنص على أنه «لا سلطان لأي جهة على القاضي في قضائه، ولا يجوز بحال التدخل في سير العدالة»، فلا بد بكل حال من تعزيز ثقة المتعاملين والمعنيين بالنظام القضائي، من خلال ضمان الدقة، والسرعة في مجالات التسوية، والفصل في الدعاوى، وتنفيذ الأحكام، واقتضاء الحقوق.
وأكمل: أي تطور في هذا الجانب، سيكون مرتبطا بعدة أبعاد، وأهمها استقلال القضاء ماليا وإداريا، ووجود برامج حديثة ومتطورة لتدريب الجيل الجديد من القضاة، وتوفير العدد الكافي من القضاة والقاضيات، المتخصصين والمؤهلين، بحيث يحصلون على رواتب كافية وتتلاءم مع حجم الجهد المبذول، وتطورات الحياة والمعيشة بشكل عام. وتابع: ولا بد أن تتم الموازنة دائما في ما بين ساعات عمل القاضي، وعدد الملفات التي تعرض عليه، والجهد الذي سيبذل، وعدم إيجاد حالات التكديس للملفات فوق طاقة القاضي، حتى لا يتم إرهاقه جسديا وذهنيا، ما يؤثر سلبا في أدائه القضائي، مطالبا بوجود كوادر إدارية مساندة مدربة، وقادرة على تيسير عمل القاضي، كتوزيع الجلسات، وتنظيم ومتابعة ملفات الدعاوى حتى صدور الأحكام، وبحيث يركز القاضي على الجانب الفني القانوني، في التحليل والدراسة وإصدار الأحكام، دون تأثير للتأخير أو التعطيل بسبب نقص الكوادر، أو ضعف إمكاناتها، أو ضعف تدريبها على الوسائل الإدارية والتكنولوجية الجديدة.
المباني الذكية
وأشار إلى أهمية وجود المباني الحديثة والذكية، المملوكة للسلطة القضائية، والمصممة هندسيا خصوصا لدور المحاكم، من حيث حجم القاعات، وتحديد موقع منصة القاضي، وموقع وقوف ممثل النيابة او الادعاء، وكذلك مكان جلوس المتقاضين والشهود، التي يجب أن تكون مجهزة بأجهزة متطورة، في مجال أجهزة الحاسب الآلي، وأجهزة العرض للصور والفيديو، والوسائل الصوتية، وأجهزة الربط المتلفز أو عبر الإنترنت، بين القاعات والسجون، وغيرها من الوسائل المتطورة.
وخلص إلى أن حاجات التطوير الدائم لتلك القطاعات في مجال العدالة، سترتبط عمليا مع أي خطط للدولة لعمل مرفق العدالة، وخطط التنمية المحلية عامة، وكذلك يدعم اتجاه الدولة للتحول لمركز مالي، إذ لن يكون ذلك ممكنا، من دون وجود جهاز قضائي حديث ومتدرب، ومتخصص، قادر على ضمان التطبيقات الحديثة للقوانين الاقتصادية والاستثمارية العالمية الجديدة بصورة عادلة وفعالة وشفافة وسريعة وقادرة على تحقيق أعلى المراتب في التصنيفات العالمية، في مجال الإصلاحات والتطوير القضائي في المجالين التجاري والمدني، وكذلك مجال التطبيقات الجنائية بشكل عام.

Saturday, August 29, 2009

الديون العراقية....ليس مرة أخرى


رغم ما تتمتع به جريدة الاندبندنت البريطانية من استقلالية في الطرح، فإن الجريدة في عددها الصادر بتاريخ 29-7-2009 وعبر تقرير مراسلها لشؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك بشأن الديون العراقية للكويت، قد شكّلت مخالفة لقدر كبير من الواقع والانحراف عن الاتزان.فقد تناول المراسل المذكور القضية المذكورة بعموميات شكلت رأيه بشأن الموقف الكويتي، وهو أحد الصحافيين الذين غطوا العديد من الحروب في منطقة الشرق الأوسط، كأحداث الحرب الأهلية في لبنان، الثورة الإيرانية، الحرب في أفغانستان، حرب تحرير العراق.ورغم ما ذكر، فقد تضمن التقرير المذكور مغالطات تضمنت نقداً شديداً وغير سائغ، لعدم إسقاط الكويت الديون العراقية، وذلك رغم مضي أكثر من 18 عاما على تحرير الكويت، ورغم سداد العراق 27 مليارا حتى تاريخ أبريل 2009، من دون تنازل من الكويت، وأن هنالك ديونا إضافية على العراق بقيمة 24 مليارا كتعويضات وفق ما قررته الأمم المتحدة، خلافاً لدين آخر وهو 16 مليارا مصدرها قروض للعراق أثناء الحرب العراقية-الإيرانية، مما يشكل -في نظره- سوء تقدير وقصورا في النظر من الكويت، خاصة لمن قد يقود العراق خلال العشرين سنة المقبلة.ولعل المراسل المذكور قد خفي عليه وضوح الموقف الكويتي في هذا الخصوص، وان العلاقات الكويتية-العراقية علاقات جوار وتقارب، وواقع يفرض نفسه أكثر من أي أمر آخر، بالإضافة إلى أهمية استقرار العراق وشعبه، كأولويات كويتية، حيث اتضح ذلك بشكل خاص في عملية تحرير العراق أخيراً، من كابوسها السابق، والمساهمة في إعادة شمس الحرية، وفرص البناء والنماء، لبلد شقيق وصديق.كما تهم الإشارة إلى أن مسألة الديون العراقية، مرتبطة بأموال عامة لها حرمة وفق المادة 17 من الدستور الكويتي، والتي تُسأل عنها الحكومة أمام مجلس الأمة لو تم التنازل عنها من دون الرجوع الى البرلمان والشعب الكويتي، والتي يجب ألا تتعارض معها أي مقررات دولية جديدة.وفوق ما سبق، فإن تلك الديون مصدرها مراكز قانونية أنشأها القانون الدولي من ناحيتين، الأولى أساسها ما أصاب الكويت من أضرار بسبب الغزو والدمار المتعدد الأبعاد الذي ترتب عليه، والتي أقرتها الأمم المتحدة كتعويضات بقرارات نهائية ونافذة، أما الثانية فمصدرها ديون اقترضها العراق أثناء الحرب العراقية-الايرانية، فشكلت مديونيات عامة على الحكومة العراقية، وليس الشعب العراقي، وتشبه في وضعها القانوني الدولي حالات عديدة التزمت بها الدول بالتعويضات بعد الحروب، او الاعتداءات كحالة التعويضات الالمانية التي التزمت بها الدولة الالمانية، عما قام به هتلر وجيشه، وعلى الاخص بعد الحرب العالمية الثانية، والتي بدأت عام 1939 وانتهت عام 1945، والتي سددت على سنوات بعد الحرب العالمية الثانية، التي مضى عليها الآن اكثر من ستين عاما.ولا يخفى ان إحدى المسائل المهمة في هذا الجانب، هي ضرورة استقرار مبادئ مهمة في العلاقة بين الطرفين، وخاصة مسائل السيادة والحدود الكويتية، واستغلال الآبار الحدودية، وفق المقررات الدولية، فلا شك ان هنالك اولويات منطقية، وان هنالك وضعا ملحا وعاجلا وضروريا في الصعيد الكويتي لحسم تلك المسائل التاريخية بشكل دائم بين الطرفين.ولا يخفى على كل ذي لب، ان اعادة الحديث الموجه الآن خارج نطاق مقررات الشرعية الدولية ليست من مصلحة اي طرف، وذلك حتى يستمر ضبط الاموال العامة العراقية نفسها للشعب العراقي، فيتم البيع للنفط، وتكون الايرادات تحت رقابة مجلس الامن، ثم يتم صرف 95% منها للعراق، ثم يتم خصم مستحقات الكويت، وفق الفصل السابع من قرار مجلس الامن.وبكل حال، فان الحديث عن مسألة الديون وحجم السداد -او تحويلها الى استثمارات كويتية داخل العراق من عدمه، وما يتم احتياجه من ضمانات وتأكيدات كافية في هذا المجال للاطراف الدائنة، ومنها الكويت- مسألة يجب ان تبقى وفق مظلة الامم المتحدة، خاصة مقررات مجلس الامن، التي ارتضاها طرفا العلاقة، لتكون دستورا منظما لشؤونهما بصورة جلية، وبلا تردد، او لبس، او غموض، من الاطراف المعنية، وحتى مجلس الامن.
لبيد عبدال
abeed@lalaw.com.kw

الوظائف الخضراء


يطلق وصف وظائف الياقات البيضاء على الوظائف المدنية التي تتم في المكاتب من دون أعمال ثقيلة كأعمال الإدارة وشؤون الموظفين والمبيعات، مع وجود الأجر الشهري، ويطلق وصف وظائف الياقات الزرقاء على تلك الوظائف التي تستوجب ارتداء زي خاص للعمل بلون ازرق، وتنصب على العمل اليدوي المهني كالبناء والصيانة والميكانيكا والتصنيع، مع وجود الأجر اليومي أو بالساعة، أما وظائف الياقات الوردية فتخص المرأة، للعمل في أماكن آمنة، اثناء الثورة الصناعية والحرب العالمية الأولى.يتجه العالم الآن وبقيادة الأمم المتحدة نحو العمل على نشر وظائف الياقات الخضراء Green Collar Jobs كمبادرة وخطة عمل دولية جديدة للتحول إلى مجتمعات أكثر وعيا بشأن الأثر البيئي الإيجابي ونشر الاقتصاد الأخضر في ما يتم توفيره من وظائف جديدة، تحاكي المستقبل بالمزيد من الجودة والحماية البيئية، في نطاق الطاقة الخضراء النظيفة، التي تتوفر بتنوع وكفاءة، مثل الطاقة الشمسية، والطاقة الهوائية، مع خلق مجتمع يقوم على زيادة تخطيط المدن الخضراء، وإزالة المخلفات الخطرة والتلوث الكربوني، وزيادة مصادر الغذاء الطبيعي غير المصنع، وتطوير الاعتماد على الوقود الحيوي، وإعادة التدوير وغيرها.ونحن في الكويت، ورغم صدور قانون البيئة منذ عام 1995وتعديله عام 1996، فإن هنالك ضرورة لتصعيد الجهود لحماية البيئه على مستوى المجتمع، وعلى الأخص المناطق القريبة من المصانع التي تقع جنوب البلاد، التي لا يزال سكانها وأبناؤهم وأحفادهم يعانون من كابوس بيئي يحتاج الى عمل عاجل وسريع لإزالة آثاره المؤلمة والمفجعة. فالأمر بالطبع، يحتاج جهداً حقيقياً وصادقاً ومسؤولاً ومتواصلاً على جميع المستويات، مع تفعيل وتفاعل أكبر بشأن دور السلطات الثلاث كل في ما يخصه، حيث تطوير التشريعات البيئية من السلطة التشريعية، بحيث يتم الالتزام بما يرد بها في جميع التشريعات الجديدة التي تصدر، والعمل على حسن تنفيذها من السلطة التنفيذية وما يتبعها من هيئات عامة، وإنشاء قضاء بيئي متخصص في مجال البيئة، ضمن إطار السلطة القضائية، يتولى دور التطبيق القضائي لأحكام القانون البيئي، خاصة في تطبيق العقوبات الجزائية على مخربي ومدمري البيئة، وكذلك يقوم بتحميلهم مسؤولية دفع التعويضات المالية العادلة عما يصيب الأفراد والمجتمع من أضرار بيئية، وصحية ونفسية وأدبية ومادية.ولا تخفى أهمية تشجيع الدولة لدور القطاع العام بممارسة الدور التوعوي والتنظيمي، وكذلك تشجيع دور القطاع الخاص في هذا المجال، خاصة في جانب بناء ودعم المصانع الخضراء التي تقوم خطوط إنتاجها على التصنيع في المواد غير الضارة للبيئة، وتوفير الوظائف التابعة له أو التدريب.بالطبع دائما وأبدا، حماية البيئة وزيادة الثقافة البيئية بشكل عام ومستمر، في كل مراحل التعليم، والسياسة العامة للدولة، بخطط راسخة تبدأ من الآن وتمتد في الزمان، لتحقيق تقدم بيئي حقيقي للكويت في الإطار المحلي والدولي، اليوم وغدا..
لبيد عبدال

أمن الخليج و المظلة الأمريكية


في مجال الدبلوماسية الدولية يبرز مصطلح القوة الصلبة HARD POWER بمناسبة استخدام الدولة القوة والسلاح والمتفجرات. ويبرز مصطلح القوة الناعمة SOFT POWER بمناسبة استخدام الدولة الاقناع والحوار والوسائل الأخرى كالتعليم والتجارة والدبلوماسية والمساعدات والمعونات بأنواعها، للحفاظ على المصالح وضمان التأثير في الأمم الأخرى.والقوة الذكية SMART POWER مصطلح يبرز بشدة الآن، حيث يرتبط بمقدار حكمة الدولة في استخدام القوة الصلبة والقوة الناعمة مع الموازنة بينهما على ساحة الدبلوماسية العالمية، وتحقيق موقع مؤثر أمام تحديات القوى الدولية، والتغييرات العاجلة والعارمة التي يصعب معها اعادة الحديث عن عالم القطبية الواحدة، حيث توجد حاجة ملحة لاستخدام أنواع القوة المذكورة وآلياتها وأدواتها كالدبلوماسية، والاقتصاد، والتسلح العسكري، والسياسة، والثقافة، بضبط واتزان شديدين، خصوصا مع وجود بعض الصراعات شبه الدائمة بين القوى التقليدية، وامكان ظهور قوى جديدة منافسة لها.فحالة الحرب والنزاعات الاقليمية المزمنة في أماكن مهمة من العالم كالعراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها مستمرة بانتظار حلول عاجلة.كذلك هناك تدخل وتأثير كبيران للأزمة المالية العالمية، خصوصا مع تحول الكثير من الدائنين الدوليين السابقين إلى مدينين محتملين، واستمرار بعض قوى الاقتصاد الجديدة بالسيطرة على مواقع قوى اضافية على الخارطة الدولية، من خلال استخدام الأثر السياسي للاقتصاد، وكذلك استمرار أعمال الارهاب الدولي، والتحديات البيئية على الأرض من خلال تزايد نسب الكربون وتلوث الهواء والمياه، بالاضافة الى ظهور بعض الأمراض العالمية، وأهمية استمرار حماية حقوق الانسان، ومكافحة الفقر التي تقتضي بكل حال جهدا دوليا مركزا.ولعل هذا الاتجاه يتضح بصورة جلية في السياسة الأميركية الحالية، التي يلاحظ معها البروز الواضح نحو استخدام القوة الذكية ذات البدائل المتعددة، والتي من ضمنها استخدام القوة والوسائل الأخرى، ويظهر ذلك على الخصوص في تصريح وزيرة الخارجية الأميركية أخيرا بشأن عمل مظلة دفاعية لدرء أي أخطار يتعرض لها الخليجيون وأمن الخليج، مع وجود المنافسات الاقليمية بشأن القوى النووية في المنطقة، ووجود تحالفات روسية وصينية مع ايران، ووجود انتقاد اسرائيلي للتصريح الأميركي، والمطالبة بالتدخل لمنع ايران من امتلاك أو استعمال السلاح النووي، وهو ما يقتضي معه بحق التمسك بالحكمة والاتزان وضبط الرؤية بشأن النامي والمتنامي من الأمور، وكذلك لمنع أي صورة من صور انفلات القوى الذي قد لا تحمد معه العواقب الاقليمية أو الدولية.
لبيد عبدال

الدفاع الشرعي الدولي و الأمن الإلكتروني


تنص المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة على ان ليس في هذا الميثاق ما يضعف او ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى او جماعات، في الدفاع عن انفسهم اذا اعتدت قوة مسلحة على احد اعضاء «الامم المتحدة»، وذلك الى ان يتخذ مجلس الامن التدابير اللازمة لحفظ الامن والسلم الدوليين.ويعد النص المذكور خلاصة التجربة الانسانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتبلور مفهوم الحق في الدفاع الشرعي، عند وجود اي تهديد باستخدام القوة او عند الاستخدام الفعلي وغير المشروع لها ضد سلامة الاراضي والحدود، او الاعتداء على الاستقلال السياسي، او القيام باعمال تنظيمية للارهاب والتخريب، او ممارسة الإغارة على اقاليم الدول وتهديد امنها، باعتبارها جميعا صورا متنوعة من صور الحرب العدوانية، والاعتداءات المباشرة وغير المباشرة، وتشكل من دون شك اخلالا واضحا بالسلم العالمي.وقبل هذا وبعد ذاك، يجب ان يبقى الحق في الدفاع الشرعي وفق ضوابط ميثاق الامم المتحدة، وفي حدود رد الاعتداء المسلح على الامن والسلام الدوليين، وكوسيلة لدفع خطر حال لا يمكن تفاديه، من دون تجاوز الامر الى اعتداء آخر، مع ممارسة هذا الحق لحين تدخل مجلس الامن بالتدابير اللازمة لحفظ حالة السلم والامن واعادتهما الى نصابهما.ومن دون ادنى شك فان مفهوم الدفاع الشرعي الدولي مر ويمر بتطورات في مفهومه ونطاقه، خاصة مع كثرة الهجوم والمحاولات المستمرة من قبل بعض الدول المعادية او الجماعات الارهابية، لاختراق المواقع الالكترونية الحكومية، التي تدير من خلالها الدول المعتدى عليها شؤونها الحيوية، كوزارتي الداخلية والدفاع والقواعد الجوية والمطارات والموانئ العسكرية، ووكالات الفضاء، الى جانب المواقع المهمة الاخرى، كالتلفزيون والبنوك المركزية والمحلية وغيرها.تلك الجوانب المهمة، تولد معها الآن حوار عالمي جديد حول مفهوم الحرب الدولية الالكترونية، وضرورة تطور القانون الدولي ليمتد في نطاقه لشمولها، وانشاء وحدات ومكاتب متخصصة داخل الدولة لتتبع شؤونها وتطوراتها حول العالم، مع وجود حالة البروز السريع لهذه الانواع الجديدة من الاعتداءات والتحديات العالمية، وامام التغير والتطور التكنولوجي المستمر، من حيث طبيعة ساحة المعركة الالكترونية، وانواع السلاح الالكتروني المستخدم.ولا شك في ان تطور مفهوم الحرب، دفع ايضا نحو ظهور الطبيعة الجديدة للدفاع الشرعي الافتراضي CYBER SELF DEFENCE في اطار مناقشة الحرب ذات الطابع الجديد في القانون الدولي، خاصة مع المنافسات الكبيرة على الشبكة العنكبوتية، واهمية الامن الالكتروني الدولي عليها، والتي بشكل خاص تقوم على العالم الافتراضي الالكتروني، وتستوجب تحديد نطاق حق الدولة بممارسة هذا الدفاع المشروع عن النفس، لدحر المحاولات الاثيمة لتدمير شبكاتها الالكترونية العامة وتخريبها، وبالتالي حماية امنها واستقرارها وسيادتها واستقلالها على الفضاء الافتراضي الدولي.
لبيد عبدال
abeed@lalaw.com.kw
labeedabdal.blogspot.com