Saturday, August 29, 2009

الدفاع الشرعي الدولي و الأمن الإلكتروني


تنص المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة على ان ليس في هذا الميثاق ما يضعف او ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى او جماعات، في الدفاع عن انفسهم اذا اعتدت قوة مسلحة على احد اعضاء «الامم المتحدة»، وذلك الى ان يتخذ مجلس الامن التدابير اللازمة لحفظ الامن والسلم الدوليين.ويعد النص المذكور خلاصة التجربة الانسانية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتبلور مفهوم الحق في الدفاع الشرعي، عند وجود اي تهديد باستخدام القوة او عند الاستخدام الفعلي وغير المشروع لها ضد سلامة الاراضي والحدود، او الاعتداء على الاستقلال السياسي، او القيام باعمال تنظيمية للارهاب والتخريب، او ممارسة الإغارة على اقاليم الدول وتهديد امنها، باعتبارها جميعا صورا متنوعة من صور الحرب العدوانية، والاعتداءات المباشرة وغير المباشرة، وتشكل من دون شك اخلالا واضحا بالسلم العالمي.وقبل هذا وبعد ذاك، يجب ان يبقى الحق في الدفاع الشرعي وفق ضوابط ميثاق الامم المتحدة، وفي حدود رد الاعتداء المسلح على الامن والسلام الدوليين، وكوسيلة لدفع خطر حال لا يمكن تفاديه، من دون تجاوز الامر الى اعتداء آخر، مع ممارسة هذا الحق لحين تدخل مجلس الامن بالتدابير اللازمة لحفظ حالة السلم والامن واعادتهما الى نصابهما.ومن دون ادنى شك فان مفهوم الدفاع الشرعي الدولي مر ويمر بتطورات في مفهومه ونطاقه، خاصة مع كثرة الهجوم والمحاولات المستمرة من قبل بعض الدول المعادية او الجماعات الارهابية، لاختراق المواقع الالكترونية الحكومية، التي تدير من خلالها الدول المعتدى عليها شؤونها الحيوية، كوزارتي الداخلية والدفاع والقواعد الجوية والمطارات والموانئ العسكرية، ووكالات الفضاء، الى جانب المواقع المهمة الاخرى، كالتلفزيون والبنوك المركزية والمحلية وغيرها.تلك الجوانب المهمة، تولد معها الآن حوار عالمي جديد حول مفهوم الحرب الدولية الالكترونية، وضرورة تطور القانون الدولي ليمتد في نطاقه لشمولها، وانشاء وحدات ومكاتب متخصصة داخل الدولة لتتبع شؤونها وتطوراتها حول العالم، مع وجود حالة البروز السريع لهذه الانواع الجديدة من الاعتداءات والتحديات العالمية، وامام التغير والتطور التكنولوجي المستمر، من حيث طبيعة ساحة المعركة الالكترونية، وانواع السلاح الالكتروني المستخدم.ولا شك في ان تطور مفهوم الحرب، دفع ايضا نحو ظهور الطبيعة الجديدة للدفاع الشرعي الافتراضي CYBER SELF DEFENCE في اطار مناقشة الحرب ذات الطابع الجديد في القانون الدولي، خاصة مع المنافسات الكبيرة على الشبكة العنكبوتية، واهمية الامن الالكتروني الدولي عليها، والتي بشكل خاص تقوم على العالم الافتراضي الالكتروني، وتستوجب تحديد نطاق حق الدولة بممارسة هذا الدفاع المشروع عن النفس، لدحر المحاولات الاثيمة لتدمير شبكاتها الالكترونية العامة وتخريبها، وبالتالي حماية امنها واستقرارها وسيادتها واستقلالها على الفضاء الافتراضي الدولي.
لبيد عبدال
abeed@lalaw.com.kw
labeedabdal.blogspot.com

No comments: