Friday, July 17, 2009

الكويتية ومزايا الجنسية


قدمت مجموعة من النواب اقتراحاً بقانون بشأن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، بحيث يلزم الدولة بتقديم الخدمات المنتظمة المتكاملة والمستمرة للمعاقين، في العديد من المجالات الطبية والاجتماعية، والرياضية، والاسكانية، والمواصلات، والتأهيل المهني والعمل والتشغيل.وتضمن الاقتراح تنظيم مسائل مثل نطاق القانون والخدمات، وكذلك حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وكذلك نظام التأهيل والتشغيل ونظام المزايا والاعفاءات ثم اخيرا العقوبات.ولعل ما يميز الاقتراح المذكور، اتجاه المشرع الى تأكيد تكفّل الدولة باتخاذ كل التدابير التشريعية والادارية والقضائية، وغيرها من التدابير الفعالة والتجهيزات اللازمة، لضمان تمتع الاشخاص ذوي الاعاقة بحقوقهم المدنية والسياسية.وعمل الاقتراح على قيام الدولة بتأمين تقديم الخدمات المقررة للأشخاص ذوي الاعاقة على مستوى المحافظات، وضمان استمرارها وفق خطط التنمية في الدولة، بحيث يشمل ذلك الخدمات العلاجية والوقائية في البلاد، وكذلك امتداد الامر للعلاج في الخارج عند الضرورة، مع ضمان عمل الدولة الجهود اللازمة لتوفير الوسائل والخطط التربوية والتعليمية، مع مراعاة الاحتياجات الخاصة من وسائل الاتصال واللغة والترتيبات التيسيرية اللازمة، مع توفير الكوادر التربوية والمهنية المتخصصة في هذا المجال، لضمان الاندماج بالمجتمع والعمل والانتاج في الدولة.كما تقوم الدولة وفق الاقتراح المذكور، بتأمين المساكن الخاصة قرب الخدمات للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة او لذويهم الذين تنطبق عليهم شروط السكن الحكومي، وفق المواصفات اللازمة، مع نص الاقتراح على ضرورة توفير الدولة الاندية الرياضية المتخصصة وذات المواصفات العالمية، بحيث تقوم بتشجيع الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال المكافآت التشجيعية، والتفرغ الرياضي، وتطبيق مزايا الاحتراف الرياضي على قدم المساواة مع الآخرين.ولعل مما يلفت الانتباه، محاولة الاقتراح معالجة قضايا المواطنات الكويتيات المتزوجات من زوج اجنبي، حيث يقرر مجانية الخدمات الصحية والتعليمية لأبنائها من الزوج غير الكويتي، ثم يأتي ليمنحها حق التمتع بالسكن الحكومي بطريق الانتفاع، ثم خفض ساعات العمل لمدة ساعتين، اذا كانت معاقة، او ترعى ابنا او زوجا معاقا، ثم بعد ذلك يقترح دراسة منح الجنسية الكويتية لكل من ولد من أم كويتية وأب غير كويتي، ثبت ان اعاقته شديدة، ثم يتجه الاقتراح الى معاملة كل من ولد لأم كويتية وأب غير كويتي، معاملة الكويتي، في ما يتعلق بالخدمات العلاجية، والصحية، والتعليمية، والاجتماعية والتدريب المهني.ونعتقد ان الاقتراح المذكور رغم ما به من بعض المزايا، فانه لم يحالفه التوفيق في شأن ضمان حقوق المرأة الكويتية المتزوجة من اجنبي بشكل عام، وخالف مبادئ دستورية عديدة تتعلق بمبادئ المساواة، حيث وجوب استحقاق تلك المزايا، بوجود او عدم وجود اولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فالنصوص التي جاء بها الاقتراح، جاءت في ذاتها مصابة بقدر من القصور والاعاقة الشديدة من الناحية القانونية والدستورية، اذ كان الاولى ان تمنح الحق بالرعاية السكنية والصحية والتعليمية العادلة لأولادها، حتى مع عدم وجود ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة، والامر نفسه بالنسبة للجنسية، مع مراعاة شرط المعاملة بالمثل في هذا الامر، وبحيث لا يكون وجود اعاقة شديدة سببا للحصول على تلك المميزات، التي تقتضي مبادئ العدالة والمساواة امام القانون تحققها للمواطنة الكويتية، بغض النظر عن الحالة الصحية لابنائها.بل اكثر من ذلك، لا بد من التأكيد على ان ما يهم هنا، بل والعلة المراد تحقيقها من وراء كل ذلك، هو جعل الكويت بيئة جاذبة لها، ولأولادها، ولزوجها الاجنبي لضمان استقرارها وأسرتها كاملة هنا، وفق مزايا التعليم والصحة والمعاملة المميزة في بلدها الاصلي، من دون الحاجة الى السفر والاغتراب والعيش في غيره بأصقاع الارض قاطبة، ومن دون ادنى شك وفوق كل ذلك، نحن امام حاجة ماسة وملحة الى قدر أكبر من الكياسة التشريعية، عند معالجة تلك القضايا المهمة والضرورية لأبناء هذا الوطن.
لبيد عبدال
Labeed Abdal.blogspot.com

Wednesday, July 8, 2009

البطاقة الذكية والحريات الدستورية


لا يمكن الاقلال من اهمية الاتحاد الاميركي للحريات المدنية ACLU، باعتباره فخر التجربة الديموقراطية، خاصة في مجال الدفاع عن العديد من الحقوق والحريات العامة والخاصة في الولايات المتحدة الاميركية، وذلك كالحق بحرية التعبير والرأي، وحرية الصحافة، وحرية التجمع، وحرية العقيدة، والحق بمحاربة اي نوع من انواع التمييز، والحق بالحصول على معاملة عادلة بمناسبة الحصول على اي خدمات او معاملات حكومية، وسرية البيانات الخاصة، وعلى الاخص ما تعلق منها بحقوق او مبادئ مصدرها الدستور، وكان سندها قواعد الديموقراطية ومبادئ المساواة امام القانون.ولعل من ابرز نجاحات ذلك الاتحاد، هو وقف العمل ببرنامج المصفوفة THE MATRIX الذي جاء كاختراع من احدى الشركات في فلوريدا، وتم العمل به وتمويله من بعض الولايات الاخرى، والذي يقوم على ربط معلومات كل ولاية عن الافراد عبر هذا البرنامج من اجل مكافحة الجريمة والارهاب، وبحيث يشمل السجل الجنائي، بيانات رخصة القيادة والمركبة، وحركة الانتقال والسفر، واستخدامات كرت الائتمان، وسجل الحالة الزوجية والطلاق، ومعلومات عن افراد الاسرة من حيث تاريخ الميلاد، واي وفيات، مع تجميع عناوينهم جميعا، وبيانات اسماء الجيران والشركاء التجاريين، والعادات الاستهلاكية وغيرها من البيانات الخاصة والشخصية الاخرى.وقد تميز جهد ذلك الاتحاد باللجوء للقضاء العالي والكونغرس الاميركي والصحافة الاميركية، لمنع استمرار العمل بالبرنامج لما فيه من اعتداء كبير على الحق في الخصوصية، وعصف بمبدأ سرية البيانات الشخصية، خاصة للابرياء، والذين لا ناقة لهم او جمل في شأن اي اتهامات مزعومة، وذلك عند قيام جهات التحري بمهامها بالتجميع والتنقيب عن المعلومات.والامل كبير الآن ان تكون التجربة الجديدة للبطاقة الذكية والتي تبنتها دول الخليج، باقية في الحدود العملية والتنظيمية بين تلك الدول، خاصة ان تلك البطاقة حسب ما نشر بالصحافة عنها، تخزن الكثير من البيانات والمعلومات، كالصورة والبصمة، ويستطيع بواسطتها المواطن التنقل ما بين دول مجلس التعاون الخليجي، ويستخدمها في البوابات الالكترونية، اضافة الى اعتمادها كملف صحي بالتنسيق مع وزارة الصحة (والذي اجده امرا مستغربا؟ اذ يجعل المعلومات الصحية لدى طرف ثالث، غير المريض والطبيب)، وككرت الكتروني لصرف المواد الاساسية المخصصة ببطاقة العائلة التموينية.وفي كل حال، لا بد ان تكون البطاقة الجديدة في حدود ما ذكر، دونما اي امر اكثر من ذلك، خاصة اننا نعيش اليوم وغدا في العصر المعلوماتي والرقمي اللامحدود، والذي يجب الا يكون سبيلا لغرق الحريات الدستورية، او الانقضاض عليها بلا قيود.
لبيد عبدال

Friday, July 3, 2009

الأجانب في الكويت


تبقى أبرز هموم الأجانب في الكويت، الرغبة في تقدير مدة الإقامة الطويلة، خاصة التي تعتمد على تعاقب الأجيال، كأثر للولادة في الكويت، وكذلك الحصول على التعليم والدراسة لكل المراحل، ثم العمل والزواج، والحصول كذلك على الأبناء والأحفاد.ول.ما سبق يطالب المقيمون دائماً، بالحصول على تسهيلات في إجراءات تجديد الإقامة، والحصول على إقامة دائمة في وطنهم الثاني، وتفضيل الرجوع لوزارة الشؤون بدل نظام الكفيل، كما حصل في البحرين أخيراً، وذلك بشكل خاص مع تراكم خبراتهم ومهاراتهم في البلد، وتعرفهم على جميع عاداته وتقاليد أهله.حقيقة لا تخلو تلك القضايا المذكورة من أهمية، لمجموعة عوامل، أهمها ان المقيمين الأجانب في الكويت هم أكثر من ضعف المجتمع الكويتي، ويشكلون جزءاً مهماً فيه. ومن الناحية الاقتصادية، يشكلون دائماً بعدا أساسياً في إشغال المباني والشقق، خاصة مع عدم جواز التملك للأجنبي في الكويت، وإلى جانب أنهم عنصر مضاف في تحريك عجلة الاقتصاد في مجال الاستهلاك اليومي من السلع والخدمات، كالمأكل، والملبس، والمشرب، والعلاج، والتعليم وما سوى ذلك.ولا يمكن إغفال الناحية الأمنية، وضرورة الاهتمام بظروفهم الإنسانية المعتادة، كالحصول على رواتبهم، وتوفير ظروف آمنة ومنظمة للعمل، والتعلم، وكسب الرزق، ومن ثم العيش المشترك مع أبناء هذه الأرض، بل المناصفة به عند المصاهرات المتبادلة، من أبناء البلد مع زوجات أو أزواج من لبنان، وسوريا، ومصر، والأردن، والعراق، وإيران، والهند، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، والأمثلة كثيرة ويصعب حصرها.ولا بد بكل حال، من تفعيل دور المجتمع المدني الكويتي تجاه الأجانب في الكويت، من العرب أو غيرهم، فهناك العديد من جمعيات الصداقة الكويتية الأجنبية، التي يجب أن تمارس دوراً أكبر على مستوى رجال الأعمال، وكذلك على المستوى المجتمعي، والذي لا ينفصل أيضاً عن الطبيعة الانفتاحية الأصيلة لمجتمع الكويت، الذي مارس التجارة البحرية، ونجح في التعاطي مع المجتمعات المحيطة إقليمياً ودولياً عبر الثلاثة قرون الماضية، وكان ذلك، عبر مد جسور اللغة والتبادل الثقافي والتجاري.ومن ناحية اخرى عملية، لا بد ان تبادر بها الحكومة، حيث ضرورة فصل اختصاص الشؤون الاجتماعية عن العمل، في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الحالية، وانشاء هيئة عامة للعمل، امام تضخم قوة العمل الاجنبية في الكويت، وفتح ملفات الكترونية لها، اسوة بالنجاح الباهر لتجربة مؤسسة التأمينات الاجتماعية، كتجربة رائدة، نظل نأمل بتعميمها في البلاد، منضمين لكل من سبقنا في قول ذلك، من الثمانينات، وحتى الآن، وبالتالي يتم اجتثاث مشكلة تجارة الاقامات والشركات الوهمية وآثارها السلبية على المجتمع بشكل عام.وكذلك على الحكومة والمجلس في التجربة البرلمانية الجديدة، سرعة الاخذ بملاحظات منظمة العمل الدولية، ومكتبها الناجح في الكويت، وانهاء المداولة الثانية على قانون العمل، والتي تعطلت مع بروز الازمة المالية، وبروز الاستجوابات المضادة للتقدم، والتي شابها داء حب التخلف، والتي عطلت الحلول المطلوبة لصدور قانون العمل الجديد، واخفقت في وضع القوانين اللازمة لتنظيم مسائل اشتغال المرأة، ومشكلة الكفيل، باعتبارها امورا مهمة لاستقرار قطاع العمل للمواطن والمقيم، وتعد حلولا ناجعة لخلق توازن في العلاقة بين العامل ورب العمل.وذلك مع الاخذ بالاعتبار ظروف العمالة الاجنبية، خاصة الآسيوية، التي تقف سفاراتها من دون اي دور يذكر مع صور الاستغلال للفقراء وجهلهم من بلد المنشأ، وذلك عبر سماسرة العمالة الاجنبية، وتنفيذ مذكرات مع دولها لتنظيم الالتزامات والضوابط المتبادلة، مع ضرورة مراقبة الدولة عبر قطاع العمل بعض الشركات، التي تتعاقد لمشاريع لوجستية، في العراق والسودان وافغانستان، وتستخدم عمالة اجنبية، وما تسببه من مخالفات لقانون العمل، وتضييع حقوق الناس، عبر استغلال حاجز عدم معرفة اللغة العربية، والجهل بالنظم المحلية، لمنع الآثار السلبية لذلك، على صورة الكويت محليا ودوليا.
لبيد عبدال
labeed abdal.blogspot.com