Saturday, May 28, 2011

نداء من أجل اليابان

الزلزال والتسونامي الهائلان وغير المسبوقين اللذان أصابا اليابان اخيرا، يعدان من اعنف الكوارث الطبيعية التي سببت دمارا للمباني والجسور والمزارع والمصانع، في بدايات العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
فأكثر من 9500 شخص تم اعتبارهم ضحايا وقتلى للدمار، وبلغ عدد المفقودين ما يفوق الــ 16500، بل يمكن اعتبار الوضع احدى اكبر الكوارث التي اصابت اليابان منذ القنبلة التي اصابت هيروشيما وناجازاكي، قبل اكثر من 60 عاما.
اضافة الى ما سبق، اصيبت اليابان بانتشار الاشعاعات النووية بسبب الدمار الذي اصاب المفاعل النووي، الذي يقتضي حتما وقوف العالم مع اليابان، ليس فقط للدمار الشامل لمنطقة الزلزال، والواجب الانساني، بل كذلك للدور المشرف لليابان عبر التاريخ في الدعم غير المحدود عبر الامم المتحدة وبرامجها المتعددة، لانحاء العالم وقاراته شرقا وغربا.
الكوارث الطبيعية المنتشرة حول الارض، وبتزايد مستمر مثل تسونامي جنوب آسيا، وكاترينا في الولايات المتحدة، تشكل تحديات بعيدة عن الحروب المعتادة وويلاتها، وقضايا الارهاب العالمي وتداعياته على السلام العالمي، وتستوجب وقفة العالم المتحدة، لانشاء مراكز عبر الاقمار الاصطناعية، لرصد المتغيرات البيئية العنيفة، كالزلازل واختلالات جيولوجيات البحار والمحيطات، لمنع او تقليل الآثار المدمرة لتلك الكوارث على الانسانية، عبر التنبيه والانذار المبكرين، خاصة اننا نعيش في ذروة عصر الاتصال والرصد عن بعد.
تلك الكوارث تصيب الامم بالالم والحسرة لما تم فقده من انفس نفيسة لكل مكلوم، وخسائر جهود السنين، في قطاعات الدولة العامة، او الخاصة والناس في الكرة الارضية قد لا يستطيعون وقفها تماما، باعتبار انها لغة الطبيعة عندما تغضب، وتثير ما بها من فوران ودمدمة وجعجعة، التي في كل حال لا بد معها من اخذ المزيد من الدروس والعبر، والاستعداد لتقليل تلك الآثار الحادة لها والمدمرة والبئيسة.
والعالم الآن يجب ان يتكاتف لاعطاء الامل لليابان واهلها، من اجل اعادة البناء المادي والمعنوي، فاليابان لن تتمكن من ذلك من دون وقوف ودعم الاسرة الدولية قاطبة، قولا وعملا.

لبيد عبدال