Saturday, June 18, 2011

الرئيس أوباما وأم البرلمانات



في خطاب الرئيس أوباما الأخير أمام البرلمان البريطاني، بحضور مجلسي اللوردات والعموم، يعيد الرئيس تأكيد تاريخ أحد أقدم وأقوى التحالفات في العالم، بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والتي تلاقت على مبادئ احترام حقوق الإنسان، والحريات العامة، ومبادئ الديموقراطية. ويدعو الخطاب إلى بدء القيادة الآن وليس اضمحلالها، وذلك من قبل الولايات المتحدة ودول غرب أوروبا، رغم ما يكتسح العالم من صعوبات، كالأزمة المالية، والإرهاب، وانتشار الأسلحة النووية، والمتغيرات البيئية، وارتفاع نسب الجوع والفقر العالمي.

واختتم الخطاب بأن الأمم ممكن أن تجتمع بما لديها من مثاليات، بدل الانقسام حول ما لديها من خلافات، وأن ما يميز الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هو إيمانهما بحق الأفراد وحريتهم وحكم القانون، والتي أباحت جميعها لحفيد طباخ من كينيا عمل في الجيش البريطاني، ليكون رئيساً للولايات المتحدة، ويقف متحدثاً إلى البرلمان البريطاني، رغم أن كينيا هي إحدى مستعمرات بريطانيا السابقة.

هذا الأمر تم تأكيده كذلك، بالزيارة التي تمت من الرئيس أوباما لجلالة الملكة البريطانية إليزابيث في باكنغهام بالاس، وفق جريدة الديلي تلغرف في تاريخ 2011/5/28، حيث يقف إلى جانب الملكة بكل ود ووفاق. وفي الوقت نفسه يدعو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، حسب جريد الإندبندنت، كذلك في تاريخ 2011/5/28، إلى تأكيد استمرار الغرب في مساعدة الأمم الأكثر فقراً، وذلك في اجتماع الدول الثماني الأكثر غنى في العالم، الذي تم أخيراً في منتج دوفيل في فرنسا.

ويبدو أن أمام التحديات الكبرى التي تواجه الغرب، خصوصاً الأزمة المالية العارمة، وتصاعد الدور الصيني كقطب جديد وكبير ، يعمل الغرب على إعادة الزخم والروح إلى الدور الدولي في العالم، والذي يظهر للرئيس الأميركي كمثال حقيقي صارخ بالاتجاه والدقة نفسهما، حيث وصل إلى سدة الحكم في أكبر دول العالم التي قادت العالم، وشكلت لوقت مثالاً للمهاجرين، كأرض الفرص له ولغيره الآن ومن قبل.

تلك التحالفات والجهود في أحلك مراحل التاريخ بالنسبة للعالم الغربي، الذي عمل عبر العقود الماضية في مجال المستعمرات والإمبراطوريات القديمة، يجب أن يعطي بعض الضوء لعالمنا العربي، الذي بدأ خطوات التغيير والحرية، بحيث يحقق نمواً وكياناً حقيقياً جديداً مستقبل التكوين، ويملك صوت الإرادة للوجود والفعل والتفاعل مع العالم بعد حين، وذلك من دون المزيد من الوصايات، أو الانتدابات على الذات، أو الضمير، أو الإرادة، والرأي الحر في قرارات الحاضر والمستقبل.
لبيد عبدال
labeed.abdal@gmail.com

http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=7191215401075163148