Saturday, July 23, 2011

جمهورية جنوب السودان



صادف إعلان جمهورية جنوب السودان يوم التاسع من يوليو 2011، حيث تنشأ دولة جديدة في المجتمع الدولي، بعلم وسلام وطني جديدين، لتقوم على 8 ملايين نسمة، وتدعم دولياً بـ 7000 من القوى العسكرية، و900 من الشرطة الدولية.
جاء الانفصال بين الشمال والجنوب كعلاج ضروري لنزاع طال لأكثر من عقدين، وكلف مليارات الدولارات وأكثر من مليون من الخسائر البشرية، بين قتلى وجرحى.
من دون شك، سيكون لقوات الأمم المتحدة دوري حيوي في مرحلة الانتقال الجديدة، من مرحلة الفراغ الأمني السابق، والذي قام على ميليشيات منشقة من فصائل الجيش، إلى وضع نظام أمني جديد لمنع أي نزاعات محتملة، ولتيسير تنفيذ برامج الأمم المتحدة في المجالات المتعددة للتنمية.
كذلك، فإن الحكومة الجديدة، ستحتاج إلى وضع بذور الحكم الجديد، والذي يجب أن يرسخ قواعد احترام حكم القانون وقواعد العدالة، ومبادئ حقوق الإنسان، وبذل جهد مضاعف لمحاربة الفقر وحالة عدم استتباب النظام والأمان.
ويبقى الأمل كبيراً في أن تستمر جهود المجتمع الدولي بدعم هذا المولود الجديد، ومنع أي فتيل لنزاع حدودي محتمل، خصوصاً أن تلك المنطقة الحدودية، تتضمن مصادر نفطية ضخمة ومهمة، ولابد من تنظيم التعامل بشأنها، اقتساماً وتصديراً، بين الخرطوم في الشمال، وجوبا في الجنوب، مع تحاشي المزيد من التأزمات على مفترقات نظام العالم العربي الجديد، والذي يحتمل معه بدءاً بالسودان، تحولات جغرافية وديموغرافية عديدة.

لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=721994&date=24022009

Saturday, July 9, 2011

وثيقة الإصلاح القضائي


نشرت جريدة «الجريدة» بعددها رقم 1292 الموافق يوم الأحد 2011/6/26، في صفحة قصر العدل، تقريراً بشأن وثيقة الإصلاح القضائي في الكويت، بداية الحديث عن «الإصلاح» من إعداد الزميل المحامي والصحافي المحترم حسين العبدالله.
وقد تناولت الصفحة مجموعة من القضايا، وفق الوثيقة القضائية التي قدمت في الجمعية العمومية لمستشاري محكمة التمييز، وتبني توصية بتشكيل لجنة لإصلاح الوضع الداخلي.
واضاف التقرير نقاطاً أخرى لم تتناولها الوثيقة القضائية كرفع مستوى القاضي الكويتي من خلال نظام التدريب وتبادل الخبرات مع المعاهد القضائية العربية والأجنبية، والتشدد في نظام الإعارة للقضاة الأجانب من خلال نظام مشدد للاختبار، والتفتيش القضائي من خلال الكفاءة والمهارة بالكتابة والتسبيب وربطه بنظام الترقيات، ليكون مشجعاً لمواصلة قدر أكبر من الجهد.
والنقاط المذكورة، من دون شك ذات أثر مهم في تطوير العمل المنشود، إلا أن الأمر يبقى ذا أهمية عظمى من نواح أخرى كذلك، فلا بد من ضمان استقلال القضاء بشكل كامل، كسلطة قضائية واحدى السلطات الدستورية الثلاث، وجعل قرارات مجلس القضاء بشكل تام قضائي الصبغة، بلا عناصر تنفيذية مقيدة ومحبطة، وذلك من خلال الميزانية المستقلة، وعلى الأخص في قضايا تطوير عمل القضاة فنيا، حيث يلزم تزويد تلك السلطة بالتدريب الرفيع، وتزويدهم بالجهاز الإداري الكفؤ والكافي والمتكافئ، بما فيه التطور الالكتروني بمفهوم المحكمة الالكترونية الشامل.

لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=718312&date=09072011

القراءة والواقع العربي


تذهب جريدة «الحياة» اللندنية في عددها الصادر في تاريخ 2011/4/29، ويحمل رقم 17556، حسب الخبر تحت عنوان «قراءة الكتب تشعرنا بالانتماء»، وفق ما أظهره بحث أميركي بأن قراءة الكتب تلبي حاجات نفسية لدى المرء، بينها الحاجة النفسية إلى الشعور بالانتماء، وأن الانتماء إلى المجتمع الخيالي في الرواية، كرواية مصاصي الدماء، ورواية هاري بوتر، حسب التجربة على الطلبة، يمنح القارئ المزاج نفسه والرضا الحياتي، اللذين يكونان لدى الناس، حين يجتمعون مع أشخاص في حياتهم الواقعية. وأن القراءة، حسب بحث شيرا غابريل وإيريانا يونغ من جامعة بفلو ساني، تكون أحياناً للهرب من الواقع أو للتعلم، وهي كشيء يلبي حاجة نفسية عميقة أيضاً، إلا أن الأمر قد يتحول إلى وبال غير محسوس مع فرض المحتوى، أو نقص فرص الاختيار في ما يقرأ أو يسمع.
فمن الملاحظ كثرة القنوات المتلفزة والفضائية، والتي نمر عليها بأجهزة التحكم، إذ يغلب عليها مشاهد العنف والقتال، والتفجير، وانتشار أشلاء القتلى في كل مكان، حتى ان قنوات نقل حياة عالم الحيوان، يكثر فيها حالات افتراس الوحوش الكاسرة التي تفترس صغار الغزلان، أو الزرافات، والحمار الوحشي، وكذلك مناظر الثعابين التي تفترس بعضها بعضا، أو غيرها من الحيوانات الأليفة، مع ندرة المواضيع المتعلقة بدور النمل، أو النحل في بناء المستعمرات، أو تخلق الفراشات، أو عجائب عالم الطيور؟! وذلك كما لو كان هذا الأمر هو الوضع الطبيعي، أو العادل في منطقتنا العربية المغلية بالزيت الساخن، منذ أكثر من قرن.
فالعالم الخارجي، دائماً ينظر إلى المنطقة، بصورة المتفجرات، وحرب النفط، والحدود، والمياه، وأنها دول الهجرات الدائمة للعقول إلى الخارج، للحصول على راحة البال، والكرامة، والاستقرار، والعلاج والتعلم، أو الهجرات الصيفية للتنفيس، والحصول على هواء، وفكر جديد ونقي خال من القيود، أو التخلف الفكري، والتشابك اللامحدود، أو البناء، وغير المنتهي. نحن في حاجة إلى إعادة بناء الشعور بالانتماء الى أمتنا العربية التي تمر في طور التجدد، وإعادة بناء حاضر يقوم على الأمل، وغرس قواعد جيل المستقبل، عبر تخطيط صلب وبرامج جادة صنعاً وإرادة، وعبر التركيز على التعليم، والتدريب والتحديث لكل مجال.
فحاضرنا المبتكر بقوى وفكر وطموح الجيل الشاب، سيكون انعكاساً للمستقبل المرتقب، فالعلاقة علاقة البذور بحصد الثمار، ولابد من حسن اختيار البذور الآن ووقت زراعتها، لحسن توقع مستقبل مبشر لإنتاجها.

لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com