Saturday, August 29, 2009

الوظائف الخضراء


يطلق وصف وظائف الياقات البيضاء على الوظائف المدنية التي تتم في المكاتب من دون أعمال ثقيلة كأعمال الإدارة وشؤون الموظفين والمبيعات، مع وجود الأجر الشهري، ويطلق وصف وظائف الياقات الزرقاء على تلك الوظائف التي تستوجب ارتداء زي خاص للعمل بلون ازرق، وتنصب على العمل اليدوي المهني كالبناء والصيانة والميكانيكا والتصنيع، مع وجود الأجر اليومي أو بالساعة، أما وظائف الياقات الوردية فتخص المرأة، للعمل في أماكن آمنة، اثناء الثورة الصناعية والحرب العالمية الأولى.يتجه العالم الآن وبقيادة الأمم المتحدة نحو العمل على نشر وظائف الياقات الخضراء Green Collar Jobs كمبادرة وخطة عمل دولية جديدة للتحول إلى مجتمعات أكثر وعيا بشأن الأثر البيئي الإيجابي ونشر الاقتصاد الأخضر في ما يتم توفيره من وظائف جديدة، تحاكي المستقبل بالمزيد من الجودة والحماية البيئية، في نطاق الطاقة الخضراء النظيفة، التي تتوفر بتنوع وكفاءة، مثل الطاقة الشمسية، والطاقة الهوائية، مع خلق مجتمع يقوم على زيادة تخطيط المدن الخضراء، وإزالة المخلفات الخطرة والتلوث الكربوني، وزيادة مصادر الغذاء الطبيعي غير المصنع، وتطوير الاعتماد على الوقود الحيوي، وإعادة التدوير وغيرها.ونحن في الكويت، ورغم صدور قانون البيئة منذ عام 1995وتعديله عام 1996، فإن هنالك ضرورة لتصعيد الجهود لحماية البيئه على مستوى المجتمع، وعلى الأخص المناطق القريبة من المصانع التي تقع جنوب البلاد، التي لا يزال سكانها وأبناؤهم وأحفادهم يعانون من كابوس بيئي يحتاج الى عمل عاجل وسريع لإزالة آثاره المؤلمة والمفجعة. فالأمر بالطبع، يحتاج جهداً حقيقياً وصادقاً ومسؤولاً ومتواصلاً على جميع المستويات، مع تفعيل وتفاعل أكبر بشأن دور السلطات الثلاث كل في ما يخصه، حيث تطوير التشريعات البيئية من السلطة التشريعية، بحيث يتم الالتزام بما يرد بها في جميع التشريعات الجديدة التي تصدر، والعمل على حسن تنفيذها من السلطة التنفيذية وما يتبعها من هيئات عامة، وإنشاء قضاء بيئي متخصص في مجال البيئة، ضمن إطار السلطة القضائية، يتولى دور التطبيق القضائي لأحكام القانون البيئي، خاصة في تطبيق العقوبات الجزائية على مخربي ومدمري البيئة، وكذلك يقوم بتحميلهم مسؤولية دفع التعويضات المالية العادلة عما يصيب الأفراد والمجتمع من أضرار بيئية، وصحية ونفسية وأدبية ومادية.ولا تخفى أهمية تشجيع الدولة لدور القطاع العام بممارسة الدور التوعوي والتنظيمي، وكذلك تشجيع دور القطاع الخاص في هذا المجال، خاصة في جانب بناء ودعم المصانع الخضراء التي تقوم خطوط إنتاجها على التصنيع في المواد غير الضارة للبيئة، وتوفير الوظائف التابعة له أو التدريب.بالطبع دائما وأبدا، حماية البيئة وزيادة الثقافة البيئية بشكل عام ومستمر، في كل مراحل التعليم، والسياسة العامة للدولة، بخطط راسخة تبدأ من الآن وتمتد في الزمان، لتحقيق تقدم بيئي حقيقي للكويت في الإطار المحلي والدولي، اليوم وغدا..
لبيد عبدال

No comments: