Saturday, August 29, 2009

أمن الخليج و المظلة الأمريكية


في مجال الدبلوماسية الدولية يبرز مصطلح القوة الصلبة HARD POWER بمناسبة استخدام الدولة القوة والسلاح والمتفجرات. ويبرز مصطلح القوة الناعمة SOFT POWER بمناسبة استخدام الدولة الاقناع والحوار والوسائل الأخرى كالتعليم والتجارة والدبلوماسية والمساعدات والمعونات بأنواعها، للحفاظ على المصالح وضمان التأثير في الأمم الأخرى.والقوة الذكية SMART POWER مصطلح يبرز بشدة الآن، حيث يرتبط بمقدار حكمة الدولة في استخدام القوة الصلبة والقوة الناعمة مع الموازنة بينهما على ساحة الدبلوماسية العالمية، وتحقيق موقع مؤثر أمام تحديات القوى الدولية، والتغييرات العاجلة والعارمة التي يصعب معها اعادة الحديث عن عالم القطبية الواحدة، حيث توجد حاجة ملحة لاستخدام أنواع القوة المذكورة وآلياتها وأدواتها كالدبلوماسية، والاقتصاد، والتسلح العسكري، والسياسة، والثقافة، بضبط واتزان شديدين، خصوصا مع وجود بعض الصراعات شبه الدائمة بين القوى التقليدية، وامكان ظهور قوى جديدة منافسة لها.فحالة الحرب والنزاعات الاقليمية المزمنة في أماكن مهمة من العالم كالعراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها مستمرة بانتظار حلول عاجلة.كذلك هناك تدخل وتأثير كبيران للأزمة المالية العالمية، خصوصا مع تحول الكثير من الدائنين الدوليين السابقين إلى مدينين محتملين، واستمرار بعض قوى الاقتصاد الجديدة بالسيطرة على مواقع قوى اضافية على الخارطة الدولية، من خلال استخدام الأثر السياسي للاقتصاد، وكذلك استمرار أعمال الارهاب الدولي، والتحديات البيئية على الأرض من خلال تزايد نسب الكربون وتلوث الهواء والمياه، بالاضافة الى ظهور بعض الأمراض العالمية، وأهمية استمرار حماية حقوق الانسان، ومكافحة الفقر التي تقتضي بكل حال جهدا دوليا مركزا.ولعل هذا الاتجاه يتضح بصورة جلية في السياسة الأميركية الحالية، التي يلاحظ معها البروز الواضح نحو استخدام القوة الذكية ذات البدائل المتعددة، والتي من ضمنها استخدام القوة والوسائل الأخرى، ويظهر ذلك على الخصوص في تصريح وزيرة الخارجية الأميركية أخيرا بشأن عمل مظلة دفاعية لدرء أي أخطار يتعرض لها الخليجيون وأمن الخليج، مع وجود المنافسات الاقليمية بشأن القوى النووية في المنطقة، ووجود تحالفات روسية وصينية مع ايران، ووجود انتقاد اسرائيلي للتصريح الأميركي، والمطالبة بالتدخل لمنع ايران من امتلاك أو استعمال السلاح النووي، وهو ما يقتضي معه بحق التمسك بالحكمة والاتزان وضبط الرؤية بشأن النامي والمتنامي من الأمور، وكذلك لمنع أي صورة من صور انفلات القوى الذي قد لا تحمد معه العواقب الاقليمية أو الدولية.
لبيد عبدال

No comments: