Monday, July 28, 2008

حقوق الرجل .. أيضاً


حقوق الرجل .. أيضاً
كتب لبيد عبدال :
رغم أهمية ما يقال ويطرح دائماً عن حقوق المرأة، وخاصة في مجال الوظيفة العامة والخاصة، وكذلك في مجال الحقل السياسي، حيث ينادى بضرورة تمكين المرأة من ممارسة دورها في المجتمع بصورة كاملة، ومن دون انتقاص أو تقليل، على اعتبار ان هذه الحقوق تقوم على أسس عديدة ومفاهيم راسخة، تجد أساسها في مفاهيم الإنسانية في شكل عام، اضافة إلى قواعد الدستور والاتفاقات والمعاهدات الدولية، خاصة تلك التي تركز على قواعد المساواة، وعدم التمييز بسبب الأصل أو الدين أو الجنس، اضافة إلى حقيقة مهمة وواقعية، وهي ان المساواة بين الرجل والمرأة ليست مساواة بيولوجية في واقع الأمر، حيث الاختلاف الوظيفي والتكويني، وانما هي مساواة في الإنسانية، ومقدار تحقق موازين الكفاءة، والمهارة، والقدرة على تحمل المسؤولية، ومقدار انعكاس ذلك على مبدأ تكافؤ الفرص في الواقع العملي.ورغم تأكيدنا الراسخ لأهمية هذه الحقوق، فاننا يجب ألا نغفل ان هناك حقوقاً أخرى في المقابل تستحق عدم الاغفال ايضاً، وليست بالضرورة وبشكل دائم محل كل الحماية، والتميز، والصدارة، إذ ان هنالك ايضاً حقوقاً للرجل Men`s Rights، قد تتعرض للتحديات والصعوبات نفسها، سواء في مجال العمل والفرص الوظيفية، وكذلك في المجالات السياسية، بل وكذلك أمام قانون الأحوال الشخصية الذي قد تختل أمامه بعض الموازين بين كفتي العلاقة، إلى غير كفة الرجل، زوجاً أو أباً للأطفال، الذي قد يتعرض في أحيان كثيرة للظلم، وانحسار الحقوق وابتسارها، عند طلبه للعدالة والانصاف.
وهو ما حدا مؤسسات عديدة في العديد من الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية، إلى الاتجاه نحو خلق قدر من التوازن، من خلال اتجاه المجتمع نحو إنشاء مؤسسات تحمي حقوق الرجل، وتدفع نحو خلق التوازن مع حقوق المرأة، باعتبار الجميع ابناء للبشرية والإنسانية، في مجال العمل، والسياسة، وحقوق الأسرة، وعدم التمييز بين الأطراف أياً كان جنسهم، وتأكيد مبادىء العدالة بين الرجل والمرأة، وعدم مخالفة الواقع أياً كان نوع الجنس، سواء أكنا أمام جمع من الذكور أو الإناث، واختيار مسلك الاعتدال باعتباره طريقاً من طرق السلام في المجتمع.
لبيد عبدال

No comments: