Friday, May 1, 2009

حرب باردة جديدة

كتب لبيد عبدال :
يعد اتجاه الكويت نحو استخدام الطاقة النووية للاغرض السلمية وفق الضوابط الدولية، خطوة مهمة نحو تغطية الاحتياجات الوطنية العامة للطاقة الكهربائية وتحلية المياه.ويعد كذلك اجراءً ضروريا يتلاءم مع الخطة الخليجية المشتركة للاستخدامات السلمية لتلك الطاقة في المنطقة، وخاصة بعد اتجاه الشقيقة الامارات المتحدة لابرام الاتفاق الاماراتي ــ الاميركي لاستخدام الطاقة النووية، التي لا يوجد معها مانع من اعادة استخدامها لاغراض دفاعية، فيما تستدعيه الاحداث لحماية دول المنطقة من اي اخطار او تحديات عالمية محتملة.هذه الخطوات الخليجية لا تنفصل ايضا عن التحولات الجديدة في العالم، وخاصة مع زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اخيرا للشرق الاقصى وعبور دول كأندونيسيا، كأحد مراكز الاسلام في المنطقة الشرق آسيوية لتدعيم العلاقات معها، وباعتبارها مدخلا مهما للوفاق في ذلك الجزء من الكرة الارضية، والوصول بعد ذلك الى الصين، واجراء لقاءات على مستوى رؤساء الدول، للدعوة نحو قيادة مشتركة للعالم، كمبادرة وخطوة تفرضها الظروف الحالية، والتي بكل حال تعد ذات عمق استراتيجي، واهمية سياسية كبيرة في اطار ازمة التحولات الاقتصادية الحالية وتداعياتها، ولضمان موقع مميز ضمن الموازين الدولية الجديدة السياسية من جانب، وكذلك اهمية اقتصادية من الجانب الآخر، حيث ضرورة استمرار انفتاح الاسواق الاقتصادية العالمية وسهولة النفاذ اليها. ويعد استمرار المحاولات الاميركية لطرح فكرة القيادة المشتركة للعالم مع الصين، التي وعدت بالاسهام في الجهود العالمية لوضع حلول مشتركة، وتنشيط الاقتصاد العالمي من خلال التبادل التجاري وخلق فرص عمل ووظائف جديدة، والعمل مع الغرب على اعادة تنشيط تحالفات الناتو وخلق قواعد لاعادة الحوار مع ايران، دلالة على ظهور الصين كلاعب جديد على مسرح القوى الدولية الجديدة، وظهور مزيد من المنافسة في شأن البرنامج النووي في المنطقة، واحتماليات عودة ظهور الدب الروسي على الساحة، وازدياد اهمية اتضاح حدود التسلح الروسي، ودور ذلك على المسرح بالنسبة لمجموعة الدول في وسط وشمال آسيا، التي خرجت من الاتحاد السوفيتي كجورجيا، وكذلك على البعد الايراني، الذي سينعكس حتما على استقرار منطقة الخليج والعراق تحديدا، وميزان القوى والتنافسات فيه.تلك الجوانب تظهر اهمية الاستعداد لمرحلة حرب باردة جديدة، بين القوى الدولية القائمة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وأركان القوى الرئيسية في اوروبا، مع الحاجة لاعادة التحالفات القديمة التي نشأت مع الحرب العالمية الثانية، واستمرت بقيادة العالم حتى اوقات قريبة، وتواجه الآن بعض رياح التغيير، وامواجا هادئة من التحدي، التي لا شك تستأهل اعادة النظر والدراسة، وبذل جهود مضاعفة عبر الدبلوماسية الدولية والحوار الاستراتيجي لتحصين مواقع التمركز الدولي الحالية، من اجل مزيد من التحكم في خيوط اللعبة الدولية، وخلق بيئة تناغم وانسجام جديد بلا مغامرات، وكثير من ضبط النفس العميق، من اجل تنكب العديد من المسارات الجديدة، بهدف منع انفراط الكثير والمهم من زمام الامور، والحفاظ على الامن والسلام العالميين في كل بقاع
الارض.Labeed@LaLaw.com.kw
LabeedAbdal.blogspot.com

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=495190&date=24022009

No comments: