Saturday, August 14, 2010

الكويت والماورائيات

يقول جون أف. كنيدي «لا تسأل ما ستقدمه أميركا لك، وانما اسأل عما ستقدمه أنت لوطنك»نشرت جريدة الحياة اللندنية، بعددها رقم 17171 الصادر بتاريخ 9 أبريل 2010، خبراً بشأن تفسير علمي للأحاسيس الماورائية، حيث تناول الخبر قول باحثين إن بعض الذين يوشكون على الموت أو يكونون في مرحلة احتضار يقولون إنهم رأوا أنواراً ساطعة، أو شعروا بالمتعة أو التقوا بأشخاص عرفوهم في الماضي، أو أنهم خرجوا من أجسادهم، ولكن الحقيقة هي أن وجود نسبة عالية من البوتاسيوم وثاني أوكسيد الكربون في الدم في هذه المراحل، هي التي تعطيهم هذا الانطباع، وفق بحث الدكتور زاليكا كليمنك -كاتيس من جامعة ماريبور- سلفانيا وزملائه.
ولعل ما يبرز في الخبر، هو حالة الشوق العميقة في الانسان لمن يعز، في أزمنة وأماكن وأشخاص، وأحداث يتوق إليها، حتى لو فُقدت منه، وأصبحت عند قرب اللقاء، مطمحاً في طريق العبور، لعلها تأتي ولو كصورة أو ذاكرة، في ما وراء العالم الذي نعيشه مادياً.
أعتقد أننا -الكويتيين- نعيش حالة عشق للوطن في حالة الحياة العادية وحتى في حالة الماورائيات، والكثيرون من الكويتيين وحتى من المقيمين يشتركون بهذا الشعور.
ولعل الجميع معنا في هذا، حتى ممن افتقدنا وذهبوا عنا الآن، يطمح لمشاهدة كويت عظيمة، ومتقدمة، وجميلة، ويافعة ويانعة.
هنالك حب للتباهي بما لدينا وما يمكن تحقيقه في -و- لهذه الأرض.. في ما بين الأوطان والأمم والدول الأخرى‍.يبقى هذا الأمر بحاجة إلى تجسيد في واقع وعمل دائم ومستمر، ولعل هذا الشعور كان واضحاً جداً في عيوننا عندما كنا نشاهد وطننا يُسلب، وتم العمل بصمت داخل الكويت وخارجها.
هذا العمل الآن يجب ألا يبقى حبيس القلب أو العقل، ويستمر مهما اشتدت المعاول في أي ظروف أو تحديات.
نحن بحاجة إلى تفعيل الكويت كوجود ومكان للأمان والاطمئنان والمساواة والحضارة وتطبيق القانون، مع نحت تلك المفاهيم في كل وقت، وفي كل عمل، اذ يبقى أي جهد يُبذل لزماننا وما بعد زماننا، خالداً بالصوت والصورة.
نشاهد الكثير من الدول، يهاجر الناس اليها من كل مكان، بسبب اختيارها أن تكون في الصدارة وأن تكون جاذبة للطاقات والكفاءات لا طاردة حتى لأبنائها، فالصراع والتحدي العالمي، يبقى بأن تكون الأمة واحة يدلف اليها كل من أراد الاستقرار والثبوت، بصورة
دائمة وليست موسمية، بل في كل وقت وزمان
لبيد عبدال

No comments: