Wednesday, November 12, 2008

حمية للعقل

كتب لبيد عبدال :


نسمع كثيراً عن ابتكارات عديدة لأنواع لا حصر لها من الحمية الغذائية، لمحاولة تجنب السمنة والحفاظ على قوام ممشوق، أو لتجنب أمراض عديدة كالسكر، أو الضغط، أو أمراض القولون وغيرها، والتي قد يكون مرجعها صعوبات العمل، أو اضطرابات وتقلبات الحياة.
ومنذ ان يولد الإنسان ويبقى عقله جهاز استقبال عبرالسمع، والبصر، وغيرهما من الحواس الاساسية، فيقوم باختيار الأنسب من الطعام لضمان أداء الجسم بشكل صحي.
ويبدو ان هنالك عبئاً أكبر في مجال عمل حمية للعقل، من حيث ما يصل إليه، أو يزال عنه، من أفكار، أو أحداث، أو تجارب، وذلك لضمان حسن أداء العقل، وبالتالي ضمان صحة أفضل، وأداء متميز في مجال تطوير الذات، والأسرة، والوطن.
وأمام حالة الخصام الدائم التي تمر بها السلطتان التشريعية والتنفيذية، والتراشق المستمر بفصول من الاتهامات، تسبب تعطيل تنمية البلاد، وجنوح الطرفين إلى تبادل صفات الضعف، وعدم التجانس، فإننا لا نجد مخرجا عدا ضرورة العمل الاجتماعي والجماعي، لإضافة وجبات تقوية فكرية ووجدانية، تدعم الوحدة الوطنية وتعيد رص الصفوف، وتذكر بعدم الرغبة بإعادة تجارب الماضي، ومآسيه عند فقدان الوطن، أو ضياع الحياة النيابية، بحل دستوري، أو غير دستوري، والعمل على إزالة أي آثار أو شوائب، تعطل أو تعيق التجربة الديموقراطية الكويتية.
اننا لسنا مع قرار هجرة أهل الكويت إلى دول أخرى، لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، أو انتظار وفاة الأشخاص ثم تقدير أدوارهم الوطنية بعد ذهابهم، بتسمية المدارس، أو الشوارع بأسمائهم، وبانتظار تغييرات وحلول عاجلة جذرية، تحقق الأمان والرضا الآن لجموع الناس، كوجود حكومة قوية تتحمل مسؤولية مستقبل هذا الوطن، وتقوم على الأقوياء والأمناء الذين لايخشون في الله لومة لائم، ومع مجلس يقيم الحق ويزهق الباطل، ويعمل بعيداً عن اهدار المصلحة الوطنية، التي يجب ان تقف دائما في مقدمة كل الأولويات.

لبيد عبدال
labeed@lalaw.com.kw
labeedabdal.com
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=447157&date=13112008

No comments: