Thursday, February 5, 2009

هل ستشهد نهاية؟

كتب لبيد عبدال :


لا يمكن عزل القضية الفلسطينية عن تاريخ المنطقة، والعديد من الاحداث ولغة المصالح السائدة عند بدء الاحداث المتزامنة معها.
اذ بالرجوع الى رسالة ثيودور هرتزل الى السلطان عبدالحميد، يتضح قدم نوايا اليهود في شأن فلسطين، ومحاولات استمرار اقراض الدولة العثمانية، مقابل الموافقة على تشجيع الهجرة الى فلسطين، وتحقيق دولة لهم، وذلك قبل سقوط الدولة العثمانية، التي غرقت بالديون والفساد.
اما بعد زوال الدولة العثمانية وانعدام سيطرتها على الاقاليم العربية، فقد تم استعجال اللجوء الى اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916، التي قامت على تقسيم الاقاليم العربية بين فرنسا وبريطانيا بالتنسيق مع روسيا، كامبراطوريات قائمة ومسيطرة في ذلك الوقت، وانشاء نظام الانتداب، ثم ألحق هذا الامر بوعد بلفور، الذي جاء كرسالة من وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمز بلفور عام 1917، لزعيم المجتمع البريطاني اليهودي المدعو اللورد ليونيل ولتر روتشيلد، بانشاء وطن قومي لليهود على ارض فلسطين.
وفي العام نفسه، صدر صك الانتداب على فلسطين من قبل عصبة الامم، وتعيين حكومة صاحبة الجلالة لادارة الاقليم، وانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
هذه الوقائع التاريخية توحي بأن القضية الفلسطينية، قد جاءت من منظور القوى المنتصرة التي صنعت كيانا جديدا على الخارطة، بعد سقوط الدولة العثمانية، وبصورة توحي عبر ما سيقترب من القرن من الزمان، بأنها جاءت لكي لا تنتهي، ولتحقق الوعود لليهود على تلك الارض من جانب، ومن جانب آخر كان الامر وسيلة لنقل أتباع الديانة اليهودية الى دولة لهم خارج اوروبا، وبالتالي وقف الصراع الديني والطائفي في اوروبا.
باجمال ذلك، وبتتبع احداث تلك القضية، فإنه يبرز اخلال واضح بشأن حق الشعوب في تقرير المصير، الذي نصت عليه الفقرة الثانية من المادة الاولى من ميثاق الامم المتحدة 1945، والمادة الاولى من العهدين الدوليين لحقوق الانسان لسنة 1966، حيث ظل الشعب الفلسطيني مهددا، وظلت هنالك دول واشخاص ومنظمات مستفيدون من هذا التعطيل العبثي، سواء لاستمرار الدول المحيطة بفلسطين في الحصول على المساعدات الدولية، او لاستمرار الصراعات وصور الاحتراب المتكرر، واستنزاف ميزانيات المنطقة، خصوصا امام تلك المعادلة غير العادلة، التي تلقى دعما دوليا غير عادي وشبه دهري.
ونجد انه قد آن اوان محاولة التعديل، في اطار موازين جديدة، خصوصا مع الازمة الاقتصادية الخانقة بمواجهة العالم الذي خلق تلك الوعود، والانتدابات، والوصايات، بمواجهة من نظر اليهم في حينه، كناقصي الأهلية وعديمي التمييز، ونقول انه قد آن الاوان لاعادة النظر، وان هذه الامم التي كانت مغلوبة على امرها اذ ذاك، قد حققت الآن الكثير على ارض الواقع، وتحمل رغبة انسانية حقيقية بالعيش المشترك مع الآخر، وبالمساهمة الفاعلة الحرة في آمال البناء والتنمية والاستقرار العالمي، على اسس من النضج والرغبة بالشراكة الدولية، وفق قواعد من الحرية والمساواة، وليس الخضوع او الخنوع الذي كانت له بداية، ولا بد ان تشهد له نهاية.

لبيد عبدال
Labeed@lalaw.com.kw
www.lalaw.com.kw


http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=470665&date=23102008

No comments: