Friday, February 6, 2009

النظام العالمي الجديد

كتب لبيد عبدال :


استطاع الشعب الاميركي بحق، وقبل نهاية العقد الاول من القرن الواحد والعشرين، انهاء احدى بقايا التمييز العنصري بسبب اللون، واختيار اول رجل من اصول افريقية في البيت الابيض.
وعلى الرغم من أن هذا التغيير جاء نتيجة دور الشعب الاميركي واختياراته في الداخل، فانه يجب ان لا تُنسى التغيرات العالمية الحتمية المصاحبة والمتزامنة حول العالم، بشأن الاقتصاد وأزمته المتفاقمة، والدور الاميركي الذي طالما كان مؤثرا.
لا شك ان التغيير المذكور في الولايات المتحدة سيكون مرتبطا، بصورة او باخرى، بما يحصل في العالم، خصوصاً مع تساقط النظم المالية بصورة مترابطة، كأثر للعولمة الاقتصادية التي عُمل من اجل وجودها عبر القرن الماضي، والتي لم تنفصل كذلك عن الحرب الباردة، وانهاء الصراع بين القطبين القديمين، وقيادة العالم بقطب واحد.
هذه المعادلات تتعرض الآن للاهتزازات، وهي بحاجة إلى اعداد مسبق على اعتبار ان التغيرات تصيب مراكز قوى عالمية، بكل تبعاتها واتباعها.
الديون الضخمة في الولايات المتحدة واوروبا، والتحديات الصينية التي لها صدى كبير في ميزان القوى الحالي، ومدى امكان ظهور نظام عالمي جديد، تبرز معها على السطح تساؤلات مهمة بشأن مدى استمرار اللاعبين الكبار انفسهم، واحتمالات ظهور لاعبين جدد، خصوصاً في مساحات التنافس الاقتصادي والسياسي.
ان اعتبار الدول المتأثرة اقتصاديا اسواقا سابقة للصين، وفقدان دورها الاقتصادي المحتمل لمزيد من الترويج للانتاج الصيني، واعتبار الدول المتقدمة سببا لتطور ماكينة الانتاج الصيني ووصولها الى ما وصلت اليه، إن هذه الاعتبارات تدل على الحاجة المزمنة الآن إلى مزيد من الحلول التوافقية لا التنافسية، واعادة حشد القوى، من اجل اعادة بناء وترميم شروخ كبيرة في حوائط الاقتصادات والسياسات العالمية، التي ستؤثر وتتأثر حتما في مضامير اخذ القرارات الدولية، وساحات الامن والسلام العالميين.

لبيد عبدال
Labeed@lalaw.com.kw
www.Lalaw.com.kw



http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=470967&date=10102008

No comments: