Thursday, January 28, 2010

عين التغيير


نشرت جريدة «القبس» في عددها الصادر بتاريخ 7 يناير 2010 تقريرا منشورا عن مجلة تايم الأميركية، والذي ذهب الى أن الرئيسين الأميركيين الحالي وسابقه، هما وجهان لعملة واحدة، وخاصة بأن الأول لم يف بتعهداته التي أطلقها في حملته الانتخابية بالنأي عن سياسات سلفه في عديد من القضايا الدولية.وتناول التقرير أمثلة تماثل مواقف القيادتين فيها، كالعراق والاتفاقية الأمنية، والحرب في أفغانستان، وحل الدولتين المتجاورتين ووقف الاستيطان في شأن فلسطين واسرائيل، ووضع المواجهات في غزة، وتكرار التجارب النووية في كوريا الشمالية رغم محاولات عمل حوار، وترتيبات الوضع الاقتصادي والديون مع الصين، والتحديات المستمرة بالنسبة إلى القاعد.
ورغم شعار التغيير الذي قامت عليه الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية الأخيرة، والذي طغى على مجمل الطموحات الأميركية، وحتى امتد بأثره إلى الخارج، فان التغيير على ما يبدو سيكون جوهريا وحيويا وضخما، وحتى شموليا، وسيمتد ليكون سمة العقد المقبل، وما بعده حول العالم.التحولات الاقتصادية العالمية الحالية عارمة الأثر، وفيها من الموازين الثقيلة التقليدية التي قد تنكمش من ناحية الحجم والقدرة على التوسع، ومن ناحية أخرى، فانها لا ولم تخل من بروز قوى جديدة، يتوقع أن تأخذ دورا اكثر ريادية، وتهدد ثوابت وعناصر راسخة على الخارطة الدولية التي ظلت عبر القرن الماضي صماء، بعدم تغير القضايا المذكورة، مهما تغير شكل أو لون أو رائحة الرئيس الجديد.فمعدلات النمو في الصين واليابان في ازدياد خلال هذا العقد، والذي انطلق في عام 2010، وهو عام النمور، حيث استطاعت الصين تجاوز ألمانيا في معدلات التصدير العالمية، مع بروز اكثر لليابان كقوة اقتصادية قريبة من الصين، وذات نجاح في السلام الاقليمي، والمساعدات الدولية، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا، ومهيأة كحليف تقليدي للولايات المتحدة، لتأخذ دورا أكبر في الشرق الأقصى في مجال الحفاظ على مستوى التوازنات فيه، خاصة مع انتشار قوتها الاقتصادية الكبيرة حول العالم، والتي تجاوزت بحق حدودها الجغرافية.
نقول هذا ونحن نرى أن تلك التحولات والأمواج العارمة، هي عين التغيير في المرحلة القادمة، ولا تخلو أيضا من احتمالات اعادة تقسيم أماكن نفوذ القوى الدولية، خاصة المدينة منها، والتي قد تصل إلى مراحل عدم التمكن من ادارة ما يتبعها من أقاليم ودول تابعة، وقد تضطر عند تعثرها أكثر في سداد الديون بتحويل ما لديها من نفوذ إلى عديد من أقاليم عشش فيها تراب التبعية والاذعان في خيراتها للغير، خاصة اذا كانت حسابات وقيود المديونية عليها ثقيلة ولا تنضب..
لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com

No comments: