Wednesday, October 7, 2009

ما وراء البيت الأبيض والصراع الإسرائيلي العربي





تعد محاولة الرئيس الأميركي الحالي جمع القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، لتحريك عملية السلام، خطوة مهمة على الصعيدين الاقليمي والدولي، في مسألة مصابة بالشلل، المتعمد وغير المتعمد.في حقيقة الأمر وواقعه، ليس المهم هو جمع الاطراف المتعارضة على طاولة التفاوضات والتقاط الصور، بقدر ما هو بحث المسببات والعلل التاريخية لهذا الوضع المتأزم، بواسطة إرادة الاطراف المتنازعة وأسلوب تعاطيهم ومنطلقاتهم في معالجاتهم للقضية، وبسبب إرادات أكبر من طرفي النزاع، وحتى من يحاول وضع الحلول الآن، التي اسهمت في صياغة الوضع في اصوله التاريخية، لتكون مسببات ومبررات فعلية لكل ما نراه اليوم، من ضيم يقع على الانسانية عبر العقود الماضية.ورغم بروز محاولات الوصول للإصلاح لوضع حل، تحت المظلة الأميركية، فإن القضية تتطلب أمرين مهمين:أولهما: تأكيد عالمي بكل قواه، لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، الذي تم انكاره من قبل العديد من المؤسسات الدولية المؤثرة وذات العلاقة.ثانيهما: العمل على تأصيل قواعد اقتصاد جديدة لاقتصاديات المنطقة، ومواجهة حقائق وعوامل، لطالما قامت على استخدام إسرائيل ــ برضاها أو بغير رضاها ــ لتكون ذراعا ضاربة لقيام الدولة الفلسطينية، ووقف الدول الكبرى خلف اعداء وهميين مأجورين لتبرير العمليات العسكرية والحروب البربرية، للسيطرة على اقاليم من العالم في آسيا وغيرها، لما فيها من مصادر الطاقة المخزونة، أو كاستمرار للصراع القديم للامبراطوريات السابقة على المواقع الاستراتيجية على الأرض، كما هو حاصل الآن في أفغانستان، التي تتنافس عليها الدول الكبرى ـ سابقا ومنذ القرن الثامن عشر حتى الآن ـ إلى ان اقتربت تكاليف ما يحصل هناك من التريليون دولار، وآلاف الجنود والمدنيين، قتلى أو مصابين، من الطرفين، في بلد تميز بصخرية تضاريسة الجبلية، وقسوة مناخه في الصيف والشتاء.يضاف إلى ذلك، وقف جشع بعض ملاك شركات مبيعات السلاح ومصانعه التي تحرك الحروب، والسياسات العالمية ورؤسائها، قعودا وقياما على كراسي الحكم، حيث يشاهد الكثيرون ما تقوم به علنا وأمام العيان، ويمارس معها الدور غير المحبذ وغير المستساغ، أو المقبول، وهو: لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم، حتى أصبح وصول البعض لهذه الطبقة الحاكمة من وراء الكواليس، والمحركة للمسرحية العالمية، هدفا ومرحلة مثالية للقوة والتأثير، بعد الوصول لقمم مؤسسات وبيوتات الحكم العالمية.وكذلك الأمر بالنسبة لصانعي فزع الأمراض العالمية لترويج منتجات مصانع الادوية، التي لا تخفي جشعها في المنطقة وغيرها، مع بروز مؤججي الانزعة في المنطقة لضرب السياحة في لبنان، بل وتيسير استمرار الدعم المالي لبعض الدول المحيطة بالنزاع، والمتعيشة والمتطفلة عليها، إلى جانب استمرار تسويق مبيعات دول اخرى ليست بعيدة بشأن كل مستلزمات الاغاثة، والتي من مصلحتها ــ من دون شك ــ افشال تلك الجهود، وتوخي كل الاسباب لبقاء الوضع على ما هو عليه، ليس كرها في فلسطين ــ فحسب ــ، بل حرصا على استمرار مصلحتها، واستمرار المصالح الاخرى المذكورة، والتي تجمعها شراكات اقتصادية مع آخرين مؤثرين في النزاع، وحب ممارسة الضحك على الذقون، حتى لو استمر سيلان دماء الابرياء، وعدم انتهاء طوابير الثكالى والمكلومين لفقد عزيز، من أزواج، أو زوجات، أو أطفال، أو أجداد، في أحداث مؤلمة، ومحزنة، ومفجعة.كل ذلك يعد مقدمات للحؤول دون فشل كل تلك الجهود التي وضعها العديد من الرئاسات ــ في البيت الأبيض ــ بما فيها الرئاسة الحالية كأولويات، وظلت العوامل المذكورة هي الفيصل والأساس، كقوى خفية، ومؤثرة، ومحركة للاحداث، ضد السلام والأمان العالميين، بما فيها أي نوايا حسنة مطروحة الآن، والتي يؤمل ألا تضيع مع الضجيج الذي يفتعل عادة لتضييع الحقيقة، واثرها، وآثارها، والتي يجب ألا تكون في طي النسيان.
لبيد عبدال
www. Labeedabdal.blogspot.com

No comments: