Friday, December 4, 2009

الكويت والعراق


تضمنت جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 29-11-09، مجموعة متفرقة من الأخبار المهمة والمميزة، كالخبر الخاص باستياء واسع بشأن منع الكويت رجال الأعمال العراقيين من دخول أراضيها، واعتبار القرار من بعض نواب البصرة دليلا على عدم القناعة في التعامل مع العراق، ثم الخبر الآخر المرتبط بدكتور لبناني يحصل على اعتراف أميركي بإنجازه في الجراحة التجميلية، والذي يقوم على تقنية قام باستخدامها عبر أكثر من عشرين عاما، عن طريق الجراحة المزدوجة، إذ انها تخلص الجسم من الشحوم والدهون الزائدة، في بعض أنحائه، وكذلك حقن تلك الدهون في ثدي محتاج إلى ترميم، مما يغني عن استخدام مواد اصطناعية قد لا تكون مضمونة السلامة. حيث تكرس تلك التقنية مبدأ تكامل الجسم الإنساني، اذ يمكن استخدام مكوناته في معالجة النقص أو الأمراض التي تعترض بعض أعضائه، كمعالجة الحروق، وإعادة استخدام الأوعية الدموية في أمراض القلب والشرايين، أو تكبير الصدر، دون آثار جانبية أو مضاعفات سلبية.أما الخبر الثالث فهو عن صينيين أوفياء لمؤسسة الزواج، حيث يحتفل العرسان الذين تخطوا الثمانين عاما وآخرون مضى على ارتباطهم أكثر من 50 عاما من الزواج، والذين ارتدوا اللباس الذي تزينوا به يوم زفافهم، وتأتي خصوصية الاحتفال من إعادة الاحتفال بين المتزوجين الأوفياء لعهودهم، باحتفال الجد والجدة، وابنهما وزوجته، وأحفادهما وحفيداتهما، مع أزواجهم، وكذلك أولادهم ومن يحمل منهم من حديثي الزواج.أما في الصفحة الأخيرة، فالمقال المميز للكاتب الكبير جهاد الخازن في زاويته «عيون وآذان»، حيث يطلق نداء مهما للمسؤولين السياسيين في العالم العربي، بضرورة عدم الركض وراء الشعوب لكسب شعبية رخيصة، والعمل بمسؤولية لتوجيه الشعوب إن أخطأت في مسارها، وذلك تعليقاً منه على الشد والتجاذب في الجانب الرياضي بين مصر والجزائر في مباراتهما الأخيرة. وما يجمع تلك الأخبار ويجعل منها أمرا متقاربا على الصعيد الإنساني، أننا في الكويت، نعيش في جيرة ومصاهرة وقرب مع العراق، والكويت واقعياً لا تتردد في دخول الأشقاء من العراق في مجال الأعمال أو الزيارات الأسرية، وأن التاريخ لم يخل من صعود ونزول في العلاقة بين الأشقاء والأصدقاء، فالعراق والكويت تبادلا علاقات ثقافية وسياحية وفنية، منذ أربعينات القرن الماضي أو أكثر، وعاشا الخندق الواحد في الحرب العراقية - الإيرانية، ثم عانا معا جور النظام السابق أثناء الغزو وما قبله، ثم تكاتفا معا من أجل تحرير العراق الجديد، عراق ما بعد التحرير، وعراق الديموقراطية.وأجد أن العلاقة في تطور مستمر بعد إعادة بناء العراق، وهو كالجسد الإنساني الذي يتجه نحو معالجة نفسه بعد العمليات الجراحية العادية، أو التجميلية، وإعادة ترميم نفسه بنفسه مع الوقت ومضي الزمان، ودعم صور الوفاء والامتنان المتبادل، في ما بين الشركاء في الحياة، والمصير عبر السنين مهما طالت.. ومن الضرورة تدخل القيادات، بالتوجيه للبناء والتوافق، مثلما حصل مسبقاً، وبالمزيد من الأنشطة الاجتماعية، والرياضية، خاصة أننا والعراق عشنا ونعيش علاقة الجار للجار الحميم، وعلينا مسؤولية وعي وتذكر، أن الوضع الحدودي وحالته الواقعية، هما نتاج اتفاقيات التقسيم للعالم العربي من القوى المنتصرة بعد الحرب العالمية الأولى، وإبان موازنات ذلك الوقت، وخاصة ما بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وهو أمر لم يكن من صنع الكويت أو العراق. وعلينا الآن حفظ طريق السلام والأمن المتبادل – وبمسؤولية كبيرة – وتجنب أي من المنغصات المحتملة الناتجة عنه، وبناء مناطق حرة واقتصادية فعالة قرب شمال شرق الكويت وجنوب شرق العراق، وخلق فرص تعاون، وتنكب وسائل الوفاق، قبل أخذ هذا الحل أو ذاك، خاصة أننا والعراق تربطنا في نهاية المطاف، وشائج قوية منها ما مضى، ومنها الكثير سيقع في القادم من الزمان..
لبيد عبدال
Labeed.abdal@gmail.com

2 comments:

الموسوعة الحرة said...

السلام عليكم
بارك الله فيك على تلك المقالة...
ياريت كتاب وسائل الاعلام الكويتية يتبعون خطاك الطيبة بدلا من التهجم والسب ممايعني اثارة الاحقاد الى بلد كبير الحجم بقدر العراق
تحياتي الطيبة

labeed abdal said...

ششكرا جزيلا و نسأل الله دوام السلام و الوفاق بالمنطقة و في مابين الجيران

لبيد عبدال