Monday, June 15, 2009

القوة الناعمة


كتب لبيد عبدال :
تعد زيارة سمو امير البلاد للصين اخيرا زيارة ناجحة ومميزة، صلبا ومضمونا وتوقيتا.فالعالم يمر بتحولات غير مسبوقة على الارض، تناهض ما يشبه الثوابت غير المتحركة، منذ قرون متعددة، وتبرز معها الآن معادلات جديدة تستوجب الاستعداد للولوج فيها وعبورها بدقة وحرص متناهيين.الزيارة تناولت العديد من الجوانب المهمة، حسبما ورد في الصحافة المحلية والدولية، كإنشاء البنية الأساسية للطرق السريعة، والممرات المائية، والتعاون في مجال النفط والغاز والصناعة، وكذلك في مجال الرياضة، وابرام عقد قرض من الكويت عبر الصندوق الكويتي للتنمية، وفتح مجال الاستثمار في الكويت كمركز مالي مستقبلي سيكون قادرا على استقطاب المستثمرين، وذلك بشكل خاص مع وجود العلاقات الصينية ـ الكويتية التي يزيد عمرها على نصف قرن، والتي قامت على مبادئ واهداف مشتركة وتطورت مع الدعم الكبير واللامحدود لقضية الكويت في الامم المتحدة ولقرارات مجلس الامن ابان الغزو الغاشم للكويت.ولعل العمل وفق شعار الدبلوماسية الاقتصادية يعد امرا ذا اهمية دقيقة امام التحديات العالمية الحالية القائمة والقادم منها، وما نشاهده من افلاس كبريات الشركات والمؤسسات الذي قد يستدعي في بعض الحالات افلاس الدول او الامم التي تتبعها تلك الشركات.هذه التحولات العالمية حتّمت اسلوب الحوار السلمي وتدعيم مبدأ القوة الناعمة (soft power) الذي يتطلب حتما تدعيم لغة الحوار والاقناع، خاصة مع اهمية وجود فرص الانجاز والتأثير الناجح من خلال اعمال التبادل السلمي والمسؤول والمستمر في مجال الاستثمار والاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والصحة، وترك الاسلوب المقيت للصراع العسكري المسلح واسلوب المواجهات التي تقوى وتقوم على اهتياج معدة الحرب التي لا ترحم خوف الصغير او ضعف الكبير، وتزدهر وتعتاش زورا على كثرة الاكفان والنعوش.وتبقى الزيارة قبل ذلك وبعده خطوة مهمة متلائمة ومتوائمة مع تلك المستجدات العالمية، وتسهم في تأكيد الوجه المستقبلي للكويت، كدولة محبة للسلام والديموقراطية واحترام حقوق الانسان، وقادرة على استجلاب فرص الاستثمار الاجنبي، خاصة مع قدم الدور التاريخي التجاري الكويتي الذي انطلق من الكويت كمدينة ساحلية صغيرة، وامتد بجدارة وثبات حول العالم عبر القرون
الماضية.
labeed@lalaw.com.kw
labeedizm.wordpress.com

No comments: