Thursday, March 4, 2010

عملية سلام دارفور في الدوحة




الجهود الحثيثة للحكومة القطرية بجمع أطراف النزاع السوداني في الدوحة، وابرام الاتفاق الاطاري للسلام، الذي من خلاله تم الاتفاق على وقف اطلاق النار فورا، والسير في مفاوضات لتطبيق الاتفاق، ومنها اصدار عفو عام عن بعض الحركات الثورية، واطلاق سراح سجناء ومحكومين، وتعويض المتضررين من الطرفين، خطوة ناجحة لاحلال السلام في احدى مناطق العروبة، والتي تعد جزءا لا يتجزأ من العالم العربي.
وفي الوقت نفسه، لا يمكن الاقلال من الدور العالمي الداعم لتلك الجهود المميزة، وعلى الأخص الدوران الاميركي والفرنسي، حين أبرزت الدولتان فاعلية ايمانهما ودورهما في عملية السلام الدارفوري ودعم الدور القطري، اضافة الى مشاركة الأمم المتحدة، والاتحاد الافريقي، والاتحاد الاوروبي، والجامعة العربية، وهو ما يعد تأكيدا لرسالة عالمية صريحة، واستنطاقا وتفعيلا للرغبة المؤكدة من الضمير الانساني، لاحلال السلام والأمن الدوليين في اقليم اصابه الذعر والتمزق، واستفحل فيه تشرد وجوع الأبرياء، وبكاء وعويل الثكالى والمكلومين، في قدر حزين على مدى يفوق العقد من الزمان.
وأقول ان تلك الجهود في اول المطاف وآخره، يجب أن تعبر عن مربط الفرس وأهم مشهد في تلك الأحداث المفجعة، وهو الحفاظ الفعلي على وحدة السودان والسودانيين، وحقهم المشروع في العيش بسلام وامان ومساواة، والحلم باستقرار وطنهم وتقدمه، من دون تهميش لمكوناته، ومن دون انقسامات وتشيّعات، قد تهدم المجتمع ونسيجه من الداخل.
اذ ان كل الجهود يجب ان تبني وتعمر بلدا لديه من الفرص والامكانات الكثير، والتي يجب ان تكفل له بالكامل حق صعود منصة البناء امام باقي الأمم والشعوب، وما تعيشه في تنافسها وتحدياتها الحديثة، والتي - بحق - لا تعرف الا لهجة السلام، وتعي بدقة مفهوم سلاح العلم والتطور، وبناء الأمم على التحدي الفكري والحضاري والانساني، وليس أكثر.
لبيد عبدال‍
Labeed.abdal@gmail.com

No comments: